صلاةُ العطر

Views: 629

هندة محمد

(تونس)

هكذا

أخطو على دربِ الوراءْ

مثلَّ خيطٍ تائهٍ وسط الرداءْ

 

أيُّ دربٍ فيه أمشي غيمةً

بين صحراءِ الخطايا والسّماءْ

 

أعجنُ الحلمَ بنبضي خلسةً

خوفَ أن يجري إلى روحي الهباءْ

 

يا مرايا الكشفِ

دلّيني على من سيعلو من دراويش الضّياء

 

بي زمانٌ

قد تلاشى صوتُهُ

في جهاتٍ تقتفي موتَ الهواءْ

 

ذي رؤانا

إذ نسمّيها سدىً طفلةً

تمشي على جرحِ الغناءْ

 

لم تكن إلاّ سراباً

يشتهي من سكاتِ الوقتِ ترتيلةَ ماءْ

 

أيُّ دربٍ كنتُ أمشيه

ولا أصلُ المعنى وقد ضاعَ الوراءْ

 

ثمّ أطوي بين أثوابي غدي..

ربما ينثالُ عن قلبي المساءْ

 

أغسلُ البيتَ بأحلامي

وقد أنشرُ الفوضى على حبلِ الشّتاءْ

 

كنتُ في بالِ الأغاني فكرةً

آمنتْ قبلي بأحزانِ النّساءْ

 

اللّواتي يعتصرنَ العطرَ من 

غيمةٍ تخضرُ فيها الكبرياءُ

 

من حنينٍ للحكاياتِ التي

أهدرتْ ضوءاً لمن خانوا الدماءْ

 

وتناموا في  الحكايا .. لم أكنْ

أعرفُ النجماتِ في ليلِ الجفاءْ

 

أيُّ دربٍ ــ يا سمييّ ــ يحتوي

خطوَ أثنى قد تعالتْ في العراءْ

 

هذه الأنثى

تمني وردَها بصلاةِ العطرِ في صمتِ الدعاءْ

 

أو تربي فجرها في قلبِها

للتي شاختْ بأحضانِ الحياءْ

 

في الغيابِ المرِّ

تنسابُ الرؤى صرخةً تروي بكاءَ الأنبياءْ

 

هكذا كانتْ حياةً

ترتدي عِقدَ ضوءٍ رغمَ أنفِ الانطفاءْ

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *