آخ يا إمِّي!…
لميا أ. و. الدويهي
آخ يا إمِّي آخ!…
من هول اللي صار!…
بلادي سكنها الدَّمار
رماها الشرّ بأتون النَّار
وغلَّفها الحقد بالرّماد
ووشَّحها الحزن بالسَّواد…
تسكَّرت شوارعها
تهدَّمِت أبنيتها…
انطَمرِت ناس تحت الرّكام
وناس تشلَّعِت وتطايرت أشلاء
عبق بسماها الدّخان
وانمزجت ريحتو بالدِّماء…
وإمَّهات عم تولول وتصرخ،
لفلذات أكبادها ترجع
ومن رحم الموت تطلع
وصدى اصواتون ما قدرت تسمع…
بلحظة كانوا ناس
وبلحظة صاروا بين الملايكة أجناس…
ما عادت تلمَحون عيون
ولا تشبع من ريحتون نفوس
ولا تضمُّون عقلوبها زنود
ولا ترافقون بالعمر عدروب…
وأنا يا امِّي، من حدِّ البيت فلَّيت
ومع اصحابي تلاقيت
نمشي بالسَّاحات
نفتِّش بالطُّرقات
تا نداوي جراح
ونلملم أحزان
حَبست بزنزانةِ المجهول الأحلام
وسكن طيفها بذهن الأجيال
ورهنت تحت رحمتها الحياة
وما عاد يمحي شبحها الزَّمان…
يا امِّي! حملنا الكلمة
ورسَمنا عشفافنا بسمة
وطلبنا من عند الربّ قوِّة
تا نحكي الناس بشعلة المحبِّة
بركي غليلها بنعمتو نشفي
ونطيِّب خاطرها بلمسة…
وسألتو الرَّجا بقلوبنا يملِّي
وبإلإيمان يسلِّحنا تا نمشي
وبالحكمة يكمِّلنا تا نحكي
وسلام وصبر بقلوب المتألمين يرمي
هنِّي اللِّي دفنتون المصيبة أحياء
مع اللي راحوا من الأحباب…
١١/ ٨/ ٢٠٢٠
