أنوارُ بيروت
محمد عبد الحميد سقر
أنوار بيروت في القلوبِ تمزّقَت،
وأبوابُ البيوتِ تَحكي الأَلَمْ..
ويبكي فؤادُ وطنٍ جروح ديارِهِ،
وعيونٌ اعتَصَرَتْ دماءَ العَلَم..
ما لِمُفْرَداتٍ أن توصّف حالَنا،
ويعجَزُ عن سَرْدِ جِراحِنا القَلَم..
فَبَحرٌ اجتاحهُ أنينُ عاصِمةٍ،
فهبَّ لِنُصْرَتِها وانتفَضَ وانْتَقَمْ..
وغَدَت أمواجُهُ تعانِقُ السُّحُبَ،
تزْجُرُ غَضَباً وترتَقي وتَنْصَرِمْ..
بيروتُ، هيّا، أَلَمْ تكتَفي عقوداً مِن دُخانْ؟
مِن رمادٍ،
مِن أيادٍ،
من مصائبَ،
مِن نوائب؟
بيروتُ هيّا،
ألَم يَحِنُ موعِدُ النّهوض؟
ألم تشتاقي للقمحِ الجديد؟
لِكَسْرِ قيودِ السّلاسِل،
لعِتْقِ أعناقِ العبيد؟
ألَسْتِ بيروتُ، الّتي لا تُنْكَبْ؟
و الّتي رمادُها روحها،
لو نُثِرَ في زوايا الدّنيا،
لَنْ يَنْضَبْ!!
لن يزولَ، لن يحولَ،
لَنْ يَنْقُصَ، لن يَخْرَبْ!!
بيروتُ هنا،
و مَن يرى في الدّارِ سِراجاً،
فَلْيَلْتِقطْهُ بِيَدِه،
يوقِدُهُ بِعَيْنِهِ،
بإبْنِهِ، بقَلِبِهِ، بِكَبِدِه!
لِنَجْعَلَ أنوارَها تضيء هذا الكون كلّه،
بيومِهِ، أمْسِهِ وغَدِه!