السلطان عبد الحميد يأمر بإنشاء ولاية بيروت 

Views: 1072

ماجد الدرويش

في عام ١٨٨٧ قدمت مجموعة من وجهاء بيروت إلتماسا إلى السلطان عبد الحميد الثاني للإنفصال عن سوريا، فوافق السلطان على ذلك، وصدرت في الخامس من كانون الأول ١٨٨٧ إرادة سلطانية بإنشاء ولاية بيروت،  لتضم المنطقة الساحلية من سوريا الممتدة من اللاذقية حتى شمال يافا. وتحدها من الشرق ولايتا حلب ودمشق. 

ضمت هذه الولاية عند إنشائها متصرفية جبل لبنان إضافة إلى خمسة سناجق فصلت عن ولاية دمشق هي:

سنجق بيروت

سنجق طرابلس الشام

سنجق عكا

سنجق اللاذقية

سنجق نابلس (البلقاء).

 

وفي ذلك كتب الأمير شكيب أرسلان يصف إقامة ولاية بيروت:

«فُصِلَت مدينة بيروت عن ولاية سورية، وقد برّرت الدولة العثمانية ذلك “بأنه نتيجة لازدياد أهمية مدينة بيروت وحساسيتها” وللوقوف في وجه النفوذ الأجنبي والتقليل من شأنه وأسبابه، بالإضافة إلى اتساع ولاية سورية واتخاذ مدينة دمشق مركزاً لهم الأمر الذي يجعل بيروت دون أهميتها، ولذلك استدعت الضرورة السرعة في جعلها ولاية مكونة من ألوية بيروت وعكا والبلقاء وطرابلس الشام واللاذقية، ووقع هذا القرار أعضاء المجلس المخصوص، وبعد ذلك صدرت الإرادة السلطانية بتعيين علي باشا – والي أيدين السابق – والياً على بيروت، وهكذا منذ سنة 1888 وحتى 1918، أصبحت سورية مجزّأة إلى ثلاث ولايات: حلب والشام وبيروت، وإلى سنجقين فُصِلا أيضاً عنها؛ هما سنجق (متصرفية)  لبنان وسنجق القدس».

لم تستمر هذه الولاية إلا ثلاثين سنة فقط، وانتهت مع دخول قوات الحلفاء بيروت في الحرب العالمية الأولى. 

وهذا التقسيم كان الأساس الذي بني عليه إعلان دولة لبنان الكبير، مع شيء من التعديل. والذي جعل عماده متصرفية جبل لبنان.

وعندما كانت المراسلات بين الشخصيات اللبنانية، وفي مقدمتهم البطريرك حويك، وبين الفرنسيين قبيل مؤتمر الصلح الذي عقد في باريس عام ١٩١٩، كان التأكيد دائما على الأراضي التي سلخت عن المتصرفية، ويقصدون بها السناجق التي ضمت في القرار السلطاني سنة ١٨٨٧م.

إلا أن فرنسا لم تستجب لكل الطلبات واكتفت بالحدود التي أعلنت في الأول من أيلول عام 1920.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *