سندباد

Views: 628

  سلمان زين الدين

 

 

   تَعِبَ الدَّربُ

ولمْ تَتعَبْ خُطاهُ

فَتَراهُ سندبادًا دائمَ التَّرحالِ

منْ أُفْقٍ لأُفْقٍ،

وَيَخوضُ الغمرَ مسكونًا

بطيفِ الجزرِ العذراءِ

تُوري جمرةَ الإبحارِ فيهِ

لا ارتفاعُ الموجِ يَثنيهِ

عنِ الخوضِ

ولا يُلقي عَصاهُ.

    ***

   منْ زمانٍ،

يَمْتَطي الأخطارَ

كيْ يَبحَثَ عمّا يَخْتَفي

خلفَ المجاهيلِ البعيدةْ

مرّةً يَنجَحُ في القبضِ

على المعنى كصيّادٍ عتيقٍ

يُتقِنُ التَّسديدَ في الصَّيدِ

ومرّاتٍ تُجافيهِ المجاهيلُ

وتُعييهِ الطَّريدةْ.

      ***

   هوَ مُذْ كانَ،

يَجوبُ البرَّ والبحرَ

وتُغريهِ المواعيدُ

التي تَضرِبُها الدُّنيا لهُ،

في غفلةٍ من زمنٍ وغدٍ ثقيلْ،

فإذا راحَ يُلبّي،

شغلَتْهُ فتنةُ الإبحارِ عمّا

تَكنُزُ الأعماقُ من درٍّ نفيسٍ،

صرفَتْهُ متعةُ التَّرحالِ

عن همِّ الوصولْ.

       ***

   من زمانٍ،

يتحدّى السِّندبادُ الوعرَ،

يطوي المدَّ والجزرَ،

ويُغويهِ امتطاءُ الرّيحِ،

والتَّحليقُ في ليلِ الدُّجى،

والعيشُ في قلبِ الخطرْ.

وهوَ، اليومَ، على ديدنِهِ،

يرتكب ُ الأسفارَ

أو يقتحمُ الأخطارَ

أو يلهو مع الأقدارِ مُخْتارًا

ولا يخشى ألاعيبَ القدرْ.

 الأحد، في 12 / 11 / 2017

***

(*) من مجموعة “أحوال الماء”

Comments: 1

Your email address will not be published. Required fields are marked with *