وطني

Views: 13

لودي الحداد

أأرثيكَ يا وطني،

أم أخاتلُ الدَّمعَ المنكبَّ

من أحداقِ الوتَدِ؟!

أأجِّجُ الصَّبرَ بركاناً

في أغوارِ السَّقمِ،

أم أحطِّمُ الجَّلمدَ القابعَ

على فوَّهةِ الوجعِ؟!

أيا عشقيَ الأوَّلُ،

حين تنشَّقتُ عبقَ الثَّرى

تحتَ أفياءِ النَّزقِ!!

أيا لحناً شدا بين أوصالي،

حينَ رسمتُ الجنَّةَ،

وسجدتُ أمامَ قدسيَّةِ الورقِ!!

أيا بحراً،

أيا مطراً،

أيا مجداً يلهبُ التَّاريخَ والكتبَ،

ويشعلُ أعيادَ الشَّفقِ!!

لمَ ابتلعَ أتونُ الجشعِ

عروشَ الأبطال؟!

من شوَّهَ بهاءَ السِّحرِ

في سحنةِ الخيال؟!

من هدَّجَ الآهاتِ

في مواويلِ السَّمر؟!

من هشَّلَ الأشرعةَ

في أحداقِ الأطفال؟!…

باعوكَ يا وطني،

وتركوا لنا الرَّمضاء،

أضرموا اللّهبَ يعبثُ

بالمدنِ والبيداء،

لكنَّهم لن ينجوا

من زمجرةٍ تعصفُ

في أبواقِ السَّماء…

فوطني الموجُ والزَّبدُ،

صبحٌ يرنو إليهِ الفرقدُ،

الرِّيحُ حينَ ترتعدُ،

الأرزُ والشَّربينُ

والسِّنديانةُ الهيفاء….

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *