أنيس مسلم

Views: 26

د. جهاد نعمان

(استاذ في المعهد العالي للدكتوراه)

فجعت بفقد الصديق القديم الدكتور انيس مسلم، فبكيته كما بكيت والدي الأديب متري، بدموع الحسرة والأسى، وتلهف عليه كل صديق مشترك لنا عرف سجاياه الرفيعة ومزاياه الإنسانية الحميدة.

غادر هذه الدنيا الفانية، عن شيخوخة فتية صالحة قضاها في عمل الخير، وممارسة الفضائل.

خسرت به الصحافة والادب، كاتبا قديرا عمل في حقليهما سنوات كثيرة فكان عميد الاولى في الجامعة الوطنية ومجليا في الثانية عبر كتبه ومقالاته البليغة.

رافقته منذ ان اسسنا معا في مدينة كسارة البقاعية فروع الجامعة الوطنية الرابعة ربيع ١٩٧٦ فعين مديرا لها، وقد برهن في إدارته عن كثير من الصفات الاكاديمية والإدارية التي تستحب في رجالات الدولة الحقيقيين وذوي المسؤولية، ومنها الجرأة، والحزم، والاقدام، والتجرد، والنزاهة، ونظافة الكف، ومعالجة الشؤون الطارئة بالحكمة والروية واستباق الحوادث، وتداركها قبل وقوعها، والترفع عن الركون الى ما توليه الوظيفة من سلطة لبعث الاحقاد، واحداث الشقاق، وايثار التعقل والاعتدال على النزوات والتطرف، والتزام جانب الحياد في ما ينشب من خلاف، ومناصرة الحق لا الباطل مما جعله يستحق، لو ادركوا وترفعوا، ان يتسنم اعلى المناصب في الدولة كأن يضطلع بمهمات رئيس الجامعة الوطنية او بمنصب وزير الثقافة…

وكان، رحمه الله، رب بيت مثاليا، فعاش مع شريكة حياته بالاتفاق والتعاون المخلص حتى رمقها الاخير، وربى ابناءه التربية الصالحة على قواعد الدين والآداب السليمة، وغرس في قلوبهم حب الوطن. كان مولعا بالموسيقى ولكن الرياح جرت بما لا تشتهي السفن فدخل باب التعليم والكتابة من بابهما العريض و”جير” لابنه وليد الذي تتلمذ علي في فروع كسارة ولعه بالموسيقى وغدا الوليد مديرا للكنسرفاتوار…

اترحم على انيس مسلم صباح مساء، وأسأل المولى العلي القدير، ان يتغمده بواسع الرحمة والرضوان، وان يسكب على قلوب اهله وذويه، بلسم الصبر والسلوان، وان يجعل مصائبهم خاتمة المصائب ونهاية الاحزان.

آمل ان صديقي الصدوق سينال من يد الله جزاء ما تجشم من مشقات في سبيل القيام برسالته الوطنية والأدبية الرائدة.

 

(yellowtail.tech)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *