النائمة تستيقظ

Views: 642

خليل الخوري 

لم يمضِ أكثر من ٢٤ ساعة على ادعاء دونالد ترامب بأنه قضى على تنظيم «داعش» حتى جاءه التكذيب من مدير المركز الوطني الأميركي لمكافحة الإرهاب كريستوفر ميلر الذي تحدث في «جلسة استماع» أمام لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الأميركي، فأعلن أن التنظيم يواصل تمدده عالمياً مع نحو عشرين فصيلاً تابعاً له… وأكد أن هذا التنظيم أظهر مراراً قدرته على النهوض من خسائر فادحة تكبّدها في السنوات الست الماضية مستنداً إلى كادر متخصص من القادة المخضرمين وهم من الصفوف المتوسطة، وكذلك من شبكات سرية واسعة النطاق، وأيضاً من تراجع ضغوط مكافحة الإرهاب.

معلومٌ أن تنظيم الدولة الإسلامية (في العراق وبلاد الشام) ينشط كثيراً في هذه الأيام، وهو لم يستكن إلا فترة محدودة بعد القضاء على قائده أبي بكر البغدادي ومجموعة من كبار أركانه القادة قبل نحو عام تقريباً، في تشرين الأول من العام الماضي، وخَلَفَه القائد الجديد محمد سعيد عبد الرحمن المولى.

شملت عمليات التنظيم مختلف أنحاء العالم وآخرها، في النيجر قبل أسابيع، تحديدا في ٩ آب الماضي، وقد أسفرت عن ثمانية قتلى بينهم سبعة من الفرنسيين المتطوعين في أعمال الإغاثة.

كما أن هذا التنظيم يواصل عملياته الإرهابية «بوتيرة ثابتة» على حد شهادة ميلر أمام مجلس النواب. علماً أن علامات استفهام عديدة لا تزال ترتسم حوله، وبالذات حول علاقته بالجانب الأميركي، كما لا تزال مواقع معلومات مهمة، في مختلف أنحاء العالم، تتحدث عن «شبهة» على الأقل في هذه العلاقة استناداً إلى معطيات عديدة أهمها أن الأميركي كان قادراً على اقتلاع التنظيم من سوريا والعراق بصورة شبه جذرية، قبل أن يشتد عوده ويجتذب الشباب المضلل بهم من بلدان عديدة.

غير أن الأميركي لم يفعلها إلا متأخراً جداً بعد أن تولى هذا التنظيم الإرهابي تنفيذ عمليات الذبح والحرق والتنكيل بالجثث بما هو غير مسبوق في دمويته ولاإنسانيته وخصوصاً شموليته. وكونه يعيش في «ما قبل التاريخ» كما قال بعض النواب الاميركيين في جلسة الاستماع ذاتها.

إلا أن علامة الاستفهام الكبرى حول علاقة التنظيم بأميركا ارتسمت عندما تقرر إجلاء التنظيم من بعض مناطق تواجده في سوريا، إذ تولّت، يومها، الطوافات الاميركية، عملية نقل قادة داعش (إلى أين؟!.) بالتوافق بين الطرفين كما بات معروفاً.

في أي حال، ليس فقط ما قاله ترامب وما أوضحه ميلر هو ما اقتضى تناول هذا الموضوع هنا، إنما جريمة كفتون الإرهابية في الكورة وما أعقبها من اعتداء إرهابي على الجيش اللبناني، وهذا كله مشفوعٌ بتقارير عديدة عن «الخلايا النائمة» التي هي على أهبة الاستيقاظ.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *