المرأة والمجتمع الذكوري

Views: 503

وفيق غريزي

“إننا نعامل المراة في ايامنا بحكم التعاليم السحرية القديمة، وكل ما بيننا وبين اسلافنا الذين ماتوا قبل عشرة آلاف سنة انهم كانوا يقولون ان المراة بخسة. اما نحن فنقول انها رقيقة – لطيفة يجب ان نربا بها عن مفاسدالمجتمع، والنتيجة واحدة في الحالين، وهي استبعادها عن النشاط الاجتماعي والثقافي والانساني حسب”… (رأي غالي شكري)      

إن سلامة موسى كان ثورة كغيره من الذين دافعوا عن حقوق المراة في مجتمع بطريركي- استبدادي تقليدي، كقاسم امين وجبران خليل جبران وغيرهما. حيث كانت التعاليم الدينية هي السائدة، والتي تفرض على المراة الطاعة العمياء للرجل، الاب والاخ والزوج، وفقا لمقولة القديس بولس وغيره: على المراة الاصغا للارشاد بصمت وخضوع كاملين. لا اسمح للمراة ان تتعلم، ولا ان تكون لها سلطة الرجل، لان آدم كان اول من تكوّن وحواء بعده، وليس آدم من غوى، فالمراة هي التي غوت، وبذلك اصبحت مذنبة خرقها للشريعة.  الواقع ان جل ما يهم الرجل البطركي – السلطوي في المجتمعات العربية، هو ان يقود المراة الى فراش اللذة كالذبيحة باعتبارها زوجة من جهة، وباعتبارها ملك اليمين من جهة اخرى. ؛ وما كانت المراة بقادرة على الرفض ولا تفكر حتى فيه ؛.  

   ان احتقار الرجل العربي للمراة ناتج عن التقاليد ايضا وليس عن القرف من الجسد حسب التعاليم المسيحية.  وعلى العكس، فالمراة تعامل في المجتمع العربي على انها مصدر متعة، وليس على اساس انها انسان له كيانه. وهذا التمايز في وضعية كل من الرجل والمراة في مثل هكذا مجتمع جعل علاقة الذكر بالانثى هي الباب، والحب المعلق على صليب الكبت والحرمان هو النافذة. والكذب المقدس بين الرجال والنساء، بين الازواج… بين الفرد والعالم في مجتمع متخلف هو قانون الايمان ودستور القيم واليوم كسرت المراة الكثيرمن القيود التي كبلتها وسلبتها حريتها سنين طويلة، وفي لبنان، وفي السابع عشر من تشرين الاول، تاريخ اندلاع الانتفاضة ضد طغيان الطغمة الحاكمة الفاسدة التي دمرت الوطن بشرا وحجرا،تصدرت المراة اللبنانية ساحة النضال وسطرت ملاحم بطولة قل نظيرها محطمة بذلك كل القيود والتقاليد والذهنيات التي تسلب المراة قدراتها العقلية والعملية والانسانية …  

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *