الرئيس الجديد للبنانية الأميركية: لا خيار أمامنا إلا أن نخطط لمستقبل أفضل ونستثمر في غد مشرق

Views: 827

 وزعت الجامعة اللبنانية الأميركية رسالة الرئيس الجديد للجامعة الدكتور ميشال معوض في اليوم الأول من استلامه مهامه أمس، والتي وجهها الى أعضاء مجلس الأمناء والأساتذة والإداريين والطلبة والخرجين وأصدقاء الجامعة. وجاء في الرسالة:

“أخاطبكم اليوم للمرة الأولى كالرئيس التاسع للجامعة وأنا مدرك تماما لرمزية اللحظة و للتوقعات الكثيرة والآمال المعقودة على الرئيس الجديد في الظروف الصعبة الراهنة. انا لا أعدكم بخلاص سريع من كل المشكلات التي تحيط بنا من كل جانب ولكني أؤكد لكم اني سأبذل قصارى جهدي لجبه كل التحديات التي تلوح في الافق. وواضح اننا نتحدث عن تحديات وجودية تهدد رسالتنا في الصميم وفي طليعتها الاوضاع الصحية الصعبة التي حرمت طلبتنا من التواجد في جامعتهم، ناهيك عن الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة التي تهدد قدرتنا على الاحتفاظ بأساتذتنا المميزين وهم رأسمالنا الأهم. ولكن، وعلى الرغم من المنافسة الحامية التي نواجه، لا خيار أمامنا إلا أن نخطط لمستقبل أفضل ونستثمر في غد مشرق لأجيال قادمة من طلبتنا”.

أضاف: “خلال سنوات خدمتي كعميد لكلية جيلبير وروز- ماري شاغوري للطب في الاعوام الاربعة الماضية اتيحت لي فرصة التعرف على كثيرين منكم حيث اطلعت على توقكم للافضل والمصاعب التي تواجهون. واني سأعمل بشفافية مطلقة معكم جميعا لنجد مجتمعين حلولا ناجعة للمشاكل التي تعترض سبيلنا. ان خلافة الدكتور جوزيف جبرا هي مهمة شاقة لا استهين بها، وسيبقى تأثيره مصدر إلهام لنا في الاعوام القادمة. ولقد ثبتت رئاسته للجامعة قيما حميدة ومعايير متقدمة نحن بحاجة إليها خلال السنوات المضطربة التي تنتظرنا. وما من اشادة مناسبة بالدكتور جبرا افضل من اعلان تصميمنا الصارم على المضي قدما نحو الارتقاء بالمؤسسة الى المستوى الارفع كفريق واحد متماسك ومتآلف.اننا اليوم نطوي صفحة من تاريخ جامعتنا ونبحر نحو مستقبل زاخر بالفرص والتحديات من المؤكد انه سيأخذ شكلا مختلفا جدا عن كل ما نعرفه وسيكون متطلبا أكثر من أي وقت مضى إذ علينا ان ننجز الكثير بالقليل من الموارد في ظروف مضطربة تتسم بعدم اليقين. وعلينا ان ندرك ان المنافسة ستزداد حدة وستتلاشى تقاليد واعراف كثيرة في التعليم العالي لتحل محلها وتيرة تجديد متسارعة. وسيكون الطريق مفتوحا فقط أمام اولئك الذين يعرفون كيف يعيدون صياغة أنفسهم ويتكيفون مع عالم متغير تحكمه مقوله “التجديد أو الموت والاضمحلال”. وهناك تداعيات كثيرة لهذه المقولة من أهمها حاجتنا لإعادة تقييم مناهجنا، ومؤهلات أساتذتنا، وإيجاد طرق جديدة لدمج العلوم الانسانية بالمناهج العلمية المهنية التخصصية والحرص على تثقيف الانسان ككل وليس مجرد تعليمه”.

وتابع: “وتتسم المرحلة المقبلة من التعليم العالي بتحول حاسم في منطلقاتنا وفي حياتنا الأساسية باتجاه ثقافة رقمية او حتى ما بعد الرقمية. وسيكون هذا ضروريا لنتمكن من مواكبة عالم متغير “بسرعة الفكر” تزول منه اهمية الخغرافيا والتواجد الشخصي في عملية التعلم ويصبح القطاع كله منصة رقمية كبيرة. إن الوصول الى القمة اقليميا في قطاع التعليم العالي هو هدف طموح يتطلب منا جهدا خارقا. واني اذ ادعو كل واحد منكم للانخراط في هذا المشروع المتميز، أهيب بكم عدم الخوف من تعقيدات العالم الرقمي وتداعياته في مجالات شتى ومنها علوم تحليل قواعد المعلومات الكبرى والذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها. وبالحديث عن اقتحام العالم الرقمي كمشروع يجمعنا ويوحدنا، لا بد لنا من التذكير ان هذا المشروع يغير اللعبة تماما أمامنا، بحيث نجد انفسنا امام عملية بحث عن نقاط تميز للجامعة في ظل ظروف تنافسيه حادة. وعلينا التعلم كيف نقود في عالم، دائم التغير بخطى تزداد تسارعا وتجعلنا بحالة لهاث دائم. ان هذا العالم الجديد وقواعده المستحدثة يلوح واضحا أمامنا إذ نبدأ هذا العام الدراسي الجديد. وما أحوجنا الى أن نبقى واعين الى ان الامس يمكن له ان يرشدنا جزئيا فقط الى المستقبل، وان نجاحات الماضي يمكن ان تكون سببا لإخفاقات الغد”.

وقال: “ان لحظات الانتقال والتحول هي فرص متاحة للمؤسسات لإعادة التفكير بمنجزاتها وبرنامج عملها. والواقع ان منجزاتنا عملاقة بكل المقاييس وتوفر لنا اساسا صلبا نستند اليه في عالم معقد وسريع التغير. ولكن المطلوب الآن هو ليس أقل من اعادة تموضع الجامعة كمركز رائد للتجديد والتعليم والابحاث ووضعها في مدار يوصلها الى الريادة الاقليمية والحضور الدولي الفاعل. وهذه المهمة تتطلب أفضل ما لدينا واحسن ما يمكننا ان نعطيه، وسيجد العاملون بهذا الاتجاه كل الدعم مني لنتمكن معا من إيصال جامعتنا حيث يجب أن تكون ونواصل تعزيز مكانتها في القمة. وعلى صعيد عملي، فإن مهمتنا الاصعب هي تطوير برامج تتناسب مع عالم المستقبل الذي هو قيد التشكيل حاليا. والوجه الآخر للتحدي هو تخريج طلبة مؤهلين فنيا ومهنيا ولكن ايضا سلوكيا واخلاقيا وقيميا مما يميزهم ويرتقي بجامعتهم الى المكانة الرفيعة التي تستحق. ان السعي للتميز والتفوق هما ما تسعى اليه كل الجامعات الاخرى في لبنان والمنطقة ولكن الواقع ان قلة فقط يمكنها الوصول الى القمة. ووعدي لكم انه بجهودنا المشتركة سنكون في طليعة الواصلين. وليكن واضحا ان هذا المسعى الطموح يتطلب منا ان نكون قريبين من مصادر العلوم الجديدة الناشئة سواء اكانت حقلا معرفيا جديدا او مصب تفاعل بين حقلين معرفيين او اكثر. ولا يمكن ذلك الا من خلال هيئة اكاديمية متميزة، وطلبة لامعين، واداريين اكفاء، وخريجين ملتزمين، ومرافق ممتازة وقاعدة دعم اجتماعية قادرة. وعلينا مقاربة كل ذلك ضمن التزامنا التاريخي بتوفير التعليم العالي النوعي لأكبر عدد ممكن من الطلبة المؤهلين”.

وختم معوض: “كوني على رأس هذه المسيرة الحاشدة نحو المستقبل المشرق في ظروف غير مؤاتية، اعدكم الا اطلب من اي منكم ما لا اقوم به بنفسي. واني سأعمل بجد ونشاط دون كلل واتوقع الشيء نفسه من الآخرين. وستبقى الجامعة اللبنانية الاميركية كما كانت دائما جامعة الايمان والتعاطف مع الآخرين ولكنها ستكون ايضا مؤسسة تسودها روح المسؤولية والمحاسبة الصارمة والاداء الرفيع. والهدف دائما هو تقصير أمد الفترة المطلوبة للإنتقال مجددا من وضعنا الصعب الحالي الى أفق الريادة والتميز بموجب استراتيجيتنا المعتمدة. ان اتكالي هو على الله وبعده على كل واحد منكم للمساعدة في هذا المشروع الكبير الا وهو اخذ جامعتنا الى رحاب المستقبل حيث مكانها الطبيعي”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *