نبيذٌ وخبز

Views: 1010

غاده رسلان الشعراني

 

كالمدى يهزُّ للنسيانِ خصرَهُ

و نحتضر …

يجلجلُ كما نوارسَ اهتدت لشواطيها

يمتصُّ من أثداءِ الوردِ نداه

يُلهِبُ طقوسَ الصَّنوبر

يعلي منابرَ اكتمالٍ آتٍ

و يختصر …

ينتحلُ نعوتَ المساءِ بهدوءٍ باردٍ

وينتدبُ رسولَ ضياءٍ من نجمٍ بعيدٍ

يلفِتُ للنظَّارِ البصائرَ

كجنديٍّ ممزَّقِ القلبِ

من حبٍّ وحربٍ

و ينتصر …

هو النقائضُ المُتبدَّاة على ظهرِ الموجِ

ينوسُ بين إلحادٍ وإيمانٍ

لاينجذبُ للعتمةِ ويهابُ النُّورَ

هو الألفةُ الغريبةُ

تَثني السَّنابلَ الغضَّة للذاكرةِ القديمةِ

و تُنبِتُ الأخضرَ من التُّراب الأسودِ

هو المجدُ المغيَّبُ

والشَّهوةُ المنتَدَبةُ

كَعِنَبٍ مُنعصِر …

مُلتَفِحٌ بِسُمرةِ الرُّوح

مُنبَعِثٌ من رحمِ الواو

ينثني فيها باكتمالٍ مهيبٍ

يسرِدُ للشَّمسِ أصالَتَها

ويحتفي بِسَكرَتِهِ وحيداً

بحنينِ المُنتَظِر …

هذي دمشقُ تشربُ نخبَ قدومِهِ

هذا الياسمينُ يتفتَّحُ مبشِّراً بعطرِهِ

وهذي أنا أفتحُ ذراعيَّ وروحي

أضمُّهُ

على تقاسيمِ الحياة

أعانقُ نورَ الكون فيه

أنتشي …

أتسامى وأنتثر …

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *