لو كنتُ غَارْسِیّا ماركِیزْ

Views: 998

يصدر قريباً عن دار نلسن للنشر كتاب “رباعية بيروت- أناشيد” للكاتب فارس الحَرَموني المَهْجري، في ما يلي قصيدة من الكتاب بعنوان “لو كنتُ غَارْسِیّا ماركِیزْ” (*):

 

 

لو كنتُ غَارْسِيّا ماركِيزْ

لأقولَ لأكتبَ

وأكملتُ الحُبَّ

في المَشْرِقِ، ذاكَ الزمانْ

لَكَتَبتُ عَنكِ

أَبْلَغَ مِمّا كَتبَ

ولَأعلَنْتُ المَسَرّةَ والهُدى

لكنَّني أنَذا العَابِرُ والسَّاهِرُ

 

للسَّفَرِ والغُربةِ وأَن أكونَ النِّذْرَ

فَأَبحَرَ الحُبُّ

وضاعَ العِشْقُ

وتَبَعثَرَ الغَرامْ 

 

وكَما هِيَ الدُّنيا

وكَما يَفعَلُ الخَطَرُ وتَنْسابُ الخَواطرُ

والجُهْدُ نَذْري لِسَدِّ الحاجةِ وسَنَدِ المُحْتاجْ

وثَمَرَةِ السَّعْيِ حَتَّى الحَصادْ

 

هِيَ مَهبُّ الدُّنيا والأقْدارْ

والعَثَراتُ والحَدَثُ والأحداثُ

والمَعْرفةُ والإرتقاءُ نَحوَ القَصْدِ

وحَيْثُ يَلعَبُ القَدَرُ لُعبَتَهُ

وحَيثُ الشَّرقُ والغَربُ على نَحْرِي

وعَلى البُعدِ والنَّظْرَةِ الخَلاّقَة

ويَشْتاقُني الجَنوبُ والشَّمالُ

وأَحْمِلُ أربَعتَهُمْ

 

في اليَدِ تارَةً وفي القَلْبِ أيضاً

هي هذه الدُّنيا 

والفُلْكُ والسُّفُنُ والشِّراعُ

والأُرجُوانُ والمُرجانُ

 

ونِداءُ الأُفُقِ الأَزرَقِ

وسِحْرُ أَلْوانِ المَغيبْ

هي عَصْفُ الدُّنيا والأقْدار

وَشَغَفُ الجَناحِ للرِّياحِ العالِية

والعَيشُ في وَحْشَةِ عَتاياها

هي حِيرَةُ الرُّوح

ونُدْرَةُ ميناءِ الأمانْ

في مَدينةٍ إمْرأةٍ مِثلُ كَمالِكِ 

 

ولأنَّني لَسْتُ مارْكيزْ

أَرْجو أن تَتَقَبَّلي مِنِّي هَذا الكِتابْ

والمَعذِرةُ أنَّ ثَمَّةَ خَطأً أَو سُوءَ فَهْمٍ

لِذِكْرى أوَّلِ حُبٍّ وأَعزِّ عِشْقٍ 

 

وأُضيفُ المَحَبَّةَ

والإناءَ المُمتَلِئَ بالأَزهارْ

كَمَا تَرَعرَعَتْ يَومَ التَقينا

ومَعَ البَصِيرَةِ والحَنينِ والحَنانْ

***

 

(*)  إحدى روائع ماركيز: El amor en los tiempos del cólera

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *