سجلوا عندكم

والأبْناءُ سرُّ أبِ

Views: 999

د. جورج زكي الحاج

*كتبت هذه القصيدة بعدما طلب منّي صديقي الدكتور لبكي رسمه بلوحةٍ زيتية.. ولم تسعفني يدي يومها بل أسعفتني قريحتي..وكان جوزيف قد تسلّم عمادة كلية الآداب والعلوم الإنسانية.. كتبتها في العام ٢٠٠٥ وكانت هديتي له…واليوم أنشرها بعد رحيله… أفتقدك يا صديقي.

إلى صديقي الدكتور جوزيف لبكي:

 

قالوا: “أتمدحُ ؟ هذي قمّةُ  العجبِ

          وأنت تعرفُ  أنَّ  الشِّعرَ من كذبِ؟”

فقلتُ : ليس أنا، بل ريشةٌ  خَطَفَتْ

         كحْلَ الجفونِ، وخَطَّت بُحَّةَ القصبِ،

صاحتْ وقالتْ:” كفاني ما يُكبّلني

          ودَعْكَ من غابرِ الأيّام  والحِقَبِ،

إنْ قُلْتُ مدحًا،  فَللأَشْرافِ أنسجُهُ

         والمدحُ صِدْقٌ إذا الممدوحُ  من نَسَبي

لعلَّ أصْدقَ شعرٍ أنت قائلهُ

         ذاك  الذي قيلَ  في الأحباب  والصَّحَبِ،

فالخِلُّ لا يبتغي من خِلِّهِ أَرَبًا

         عزُّ الصداقةِ   أنْ تبقى بلا أَرَبِ …!

                         ***

ياسائلي : مَهْلكَ، الأحقادُ من غضبٍ

      هل تعرفُ “اليوسفَ” المقصودَ في خُطبي؟

يا طيبَهُ، ” لبَكِيٌّ”  قُدَّ مَعْدِنُهُ

         من أرزةٍ  غازَلَتْ  جدّولةَ  السُّحُبِ،

عالٍ على الضَّيمِ، لا يحني لنِائِبةٍ،

       ربيبُ  عزٍّ… عشيرُ  الشِّعْرِ  والأدبِ،

وهجُ الشَّهامةِ من صافي سريرتِهِ،

         لا يعْرِفُ  الدَّجْلَ، وضَّاحٌ  بلا  حُجُبِ،

يُضحي حييٌّأ،  كما الأنداءُ في سَحَرٍ،

     شمُّ الجبينِ، كما الضّرْغامُ في الهِضَبِ،

شَهْمٌ .. وَفِيٌّ .. سَخِيٌّ .. صادقٌ أبدًا

       “أنطونُ” من قبلُ.. والأبناءُ سرُّ أبِ .!”

                           ***

“عِمادةٌ” شَمَخَتْ،  هَلَّت بَشائِرُها

         كنتَ الوصيَّ  بها، طابتْ من العَطَبِ،

أعطيتَها من عبيرِ الحبِّ  نفحتَهُ

           باتَتْ  لدَيكَ   شبيهَ  الكأسِ  والحَبَبِ ..

صنْتَ الأمانَةَ، فارْتاحَتْ  ضَمائرُنا

        ما ضِجتَ  من لائمٍ، أو خِفتَ من عَتَب،

مجدُ ” العمادةِ “: إِخلاصٌ  ومعرفةٌ

         نجمان  صعبانِ  في  قُدْسِيَّةِ  القُبَبِ،

لكنَّ أمثالكَ  الشجعانِ  يؤنسُهُمْ

             قطْفُ  النُّجَيْمَاتِ، زهوُ  اللعبِ  بالصَّعَبِ،

إنْ كان غيرُك قد أَغْرَتْهُ مَحْظيةٌ،

         ما رفَّ جفنُكَ للإغراء  والذَّهبِ ..

مَنْ كان من معدِنِ الأشْرافِ  مَنْبتُهُ

        يزهو  بغير حضيضِ  الأرضِ  والتُرَبِ،

شتّان بين الذي الأفلاكُ  ملعبهُ

            وبين مَنْ يبتغي عرشًا من الخشبِ،

فواحد، ٌهمُّه  الإبداعُ   يشغلُهُ

              وواحدٌ، غارقٌ  في  الحقدِ  والغضبِ،

يبقى الأَصيلُ  شريفا في  مسيرتهِ

          إنْ يُغرِهِ  الذُّلُّ، يرفضْ  جثوةَ الرُّكَبِ،

مَنْ ينصُرِ  الحقَّ، لا ينتابهُ  وَهَنٌ

         بوركتَ  من ناصرٍ بالحقِّ مُعْتَصَبِ …!

 

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *