سجلوا عندكم

رئيس سابق برتبة “Yankee”

Views: 847

خليل الخوري  

يبدو أنّ خسارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعركة الإنتخابية الرئاسية قد أفقدَته صوابه، فها هو يتصرّف على قاعدة المثل اللبناني الشهير: «أنا أعمى ما بشوف، أنا ضرّاب السيوف». إذ بلغ به التهوّر حدّ شنّ حرب، غير مسبوقة، على قناة «Fox News» المعروف أنها الوسيلة الإعلامية الكبرى الوحيدة التي دعمَته طوال عهده، بعدما إرفَضَّ من حوله القطاع الإعلامي بأكثريّته الساحقة جرّاء حروبه المفتوحة على الإعلام (أشخاصاً ومؤسساتٍ) إثر فشله في تطويعه ليسير وفق مشيئته.

لماذا الحرب على «Fox News»؟ الجواب جاء من موقع «Axios» الأميركي يوم أوّل من أمس الخميس وفيه أنّ ترامب وفريق عمله إعتبرا أنّ القناة قد ارتكبت «خطأ كبيراً» بإعلانها المبكر عن فوز المنافس جو بايدن في ولاية أريزونا التي كان ترامب يُراهن عليها كثيراً، وأنّ وكالة الأنباء العالمية الكبرى AP أسوشيتد برس تبِعَت القناة في إعلان تلك النتيجة.

لا تهمّنا قناة «Fox News» ولا رئيسها التنفيذي اليهودي لاتشلان مردوخ الذي سارع إلى التعليق بقوله: «نحن نحب المنافسة، وكثيراً ما ازدهرنا فيها». إنما يعنينا أن يكون رئيس أعظم وأقوى دولة في العالم يعتمد هكذا تهوّراً وإستعداءً، ليفرض مشيئة القوة العمياء على العالم، بعد بلده. ولعلّ موقفه من فيروس Covid-19، المتّصف بالعشوائية المروّعة، هو الذي جعل خاصرته رخوةً، فـ»قوّص» عليه الديموقراطيون، وأصابوا منه مقتلاً، على مثال «كاحل أخيل» المشهور في الميثولوجيا اليونانية.

ترامب كان يجب ألا يُكمل ولايته، وليس ألا يحظى بولاية ثانية، وهو الذي استعدى العالم كلّه فلم يترك للولايات المتحدة حليفاً واحداً بما في ذلك المجموعة الأوروبية، فكم بالحري الأعداء التقليديون والمنافسون المعروفون! وخاض معارك داخلية ذات طابع اعتُبر عنصرياً، وأوصل أميركا في أواخر عهده إلى خلل إقتصادي وبطالة غير مسبوقة.

ويكفي، شهادةً على رعونته، ما فعله في حقّ الفلسطينيين وفلسطين التي قدّمها على طبق من ذهب (ناهيك بالجولان السوري المُحتلّ) إلى الصهاينة خارقاً مبادئ العدالة وحقوق الإنسان التي يتشدّقُ بها.

في الآتي القريب يعود ترامب إلى نادي الغولف خاصّته بصفة رئيس سابق برتبة «Yankee».

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *