الحجّ إلى مونيخ(1)… ديباجة المسافر

Views: 48

محمّد خريّف*

حلمت بالسفر إلى بلاد الفرنجة منذ الصبا وأيام الشبيبة وقد ازداد شوقي وشغفي بالرحلة مذ سمعت بالرحلة الحجازية وغيرها من كتب الرحالة وهم يصفون مشاهداتهم في بلاد الرّوم وان لم تشغلني كثيرا عبارة الكورنتينة لأني لمّا أجربها واليوم لما تقدمت بي السن وصرت على تخوم شيخوخة لما اقتنع بها ولما اقبل بألقابها ومنها لقب “الحاج” أضيق به ذرعا لأنه يشعرني بالكبروالهرم والورع والمهابة وقد يطلقها علي الأطفال والشباب وغيرهم من جماعة طلق الريح في القرى والمداشر.

قلت يكفيني من الهذر والكدر فلنغير الجو  فنحج إلى مونيخ فقلت اشرب من ماء ايزا هذا العام قبل ان أشاهده بالعين المجردة وكان في الذاكرة مثل “حجّ وزمزم وروّح للبلاء متحزّما ” ولست في”الثلاتة من سجوني” وكدت أن اعترف لنفسي بذنب تحويل الوجهة من الحجّ إلى بيت الله الحرام إلى بيت الإنسان الحلال ولا حج ولا عمرة في جنّة سجونها ترعب بالنعيم قبل دخولها ولعل سجون ماقبل الفيريس أهم بكثير من الفيريس ذاته والعهدة على من قال هو قادم من الصين والمعري قال لهم منذ القديم”وأما اليقين فلا يقين” وقد تخونني الركبة فأنبهر بما تراه العين على وقع خطى الساق على الساق.

***

(*) كاتب من تونس/ مونيخ / مارس –أفريل2020

(https://wbctx.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *