كلية الآداب -صيدا تحتفي بـ “اليوم العالمي للغة العربية”

Views: 647

 أحيت كلية الاداب والعلوم والانسانية – الفرع الخامس في صيدا ونادي اليونيسكو في الكلية “اليوم العالمي للغة العربية”، بحفل في قاعة الاحتفالات، برعاية وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس مرتضى ممثلا بمستشاره للشؤون الثقافية ميشال معيكي، وحضور ممثل النائبة بهية الحريري اسامه ارناؤوط، ممثل النائب أسامة سعد توفيق الزعتري، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب باسم عباس، ممثل رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب العميد أحمد رباح، ممثل مديرية المخابرات في الجيش العقيد خليل السعودي، رئيس مكتب أمن صيدا العقيد سعيد مشموشي، الامينة العامة المساعدة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو رمزه جابر، مدير كلية الاداب الدكتور ناصيف نعمه، عميد الكلية الدكتور أحمد رباح ورئيسة قسم اللغة العربية تغريد طويل، مديرة مكتب تنسيق تدريس اللغات في الجامعة اللبنانية الدكتورة مها جرجورة، الأمين العام للشبكة المدرسية في لبنان نبيل بواب ورؤساء فروع كليات ودكاترة في الجامعة وطلاب ومهتمين.

طويل

بداية، النشيد الوطني ونشيد الجامعة عزفهما كورال الجامعة بقيادة المايسترو لور عبس، فكلمة عريف الحفل الدكتور أحمد نزال، ثم قالت رئيسة قسم اللغة العربية في الكلية: “إن لغتنا العربية الفصحى هي الرابط القوي بين افراد امتنا، وهي جوهر شخصيتنا وتراث امتنا من محيطها الى خليجها. إذ بها جمعنا قرآننا وحفظنا آثارنا وأكدنا عهودنا وأثبتنا حقوقنا ودونا تواريخنا وأبقينا صكوكنا، وبها أمنا من النسيان. إلا أنها تمر بمرحلة صعبة وظروف اصعب تنسجم مع ما يواجه أمتنا العربية من تحديات خطرة تمس جوهر وجودها ومقومات استمرارها”.

أضافت: “لقد أضحت هذه اللغة بخاصة عبر مواقع التواصل الحديثة، هدفا يراد من خلالها طمس الشخصية العربية ونمط عيشها وابتعادها من حب الوطن. من هنا يتحتم علينا ان ننهض بلغتنا ونفتخر بها حفاظا على كيان أمتنا، وأن نعمل على نشرها بمختلف الوسائل الممكنة لتعود كما كانت عليه رائدة بين لغات الكون”.

نعمة

بدوره، قال نعمة: “ان سبائك لغتنا لا تلغيها ثقافة العولمة وبرميات العالم ومحادثات النت بالاحرف اللاتينية بل هي عصية على المحو والالغاء، هي فكر وذكر فلنحافظ عليها بثقة وسعة في استخدامها ما يحقق استمراريتها لتبقى فتية غنية متجددة تقام لها العكاظيات وتعقد لاجلها الندوات والمناظرات”.

أضاف: “لغتكم هي أرث حضارتكم ومعرفتكم وتعبيراتكم فلا تهينوها ولا تفسدوها ولا تجعلوها مهمشة ولا تؤطروها عبر ادخالها في عصبة طائفية اسلامية او مسيحية، ومن قال ان اللغات والحضارات التي تحييها منظمة اليونيسكو عبر ايام احتفالات عالمية تقبل التأطير بأطر مذهبية، ليست هكذا تبنى الحضارات في ارض مهد الرسالات”.

وختم: “فلنبق على لغتنا بصفائها ونقائها وتراكيب الجمع لا المنع وأصولها الثابتة”.

جابر

من جهتها، قالت الامينة العامة المساعدة للجنة الوطنية اللبنانية لليونيسكو: “لغتنا العربية من اكثر اللغات انتشارا في العالم يتحدثها اكثر من 467 مليون نسمة يتوزعون في العالم”.

أضافت: “إنها مرآة صادقة لما نحن عليه اليوم، لجهة قدرتنا على الاندماج في مجريات العصر ومتطلباته ومواكبة تحديات التطور فمن هذه الزاوية بالذات يتمثل الخوف على هذه اللغة، إلا ان ما يصيبنا من جمود فكري وعلمي وفني وابداعي انما ينعكس سلبا ليس فقط على قدرتنا على الاندماج والمواكبة بل ايضا على واقع اللغة نفسها، اللغة التي هجرها متكلموها بحثا عن لغة تسهل التعلم والتعامل في شتى الحقول والمجالات”.

وتابعت: “مهمتنا في صون لغتنا تزداد صعوبة يوما بعد يوم، فعلينا تقع مسؤولية البحث عن سبل التصدي لهذا الهجر اللغوي الذي يضطرد يوما بعد يوم وكلنا نمارسه كبارا وصغارا، وفئة الشباب هي الاكثر اغترابا عن لغتنا الأم. وهذه الغربة تتجاوز الابجدية لتصبح غربة عن الفكر والتعبير والثقافة العربية الاصيلة”.

جرجورة

بدورها، أشارت جرجورة الى أن “إتقان اللغة الفصحى واستخدامها من دون لحن هو جواز مرور الى نهضة مجتمعية على المستويات كلها”، وقالت: “نحن في مكتب تنسيق تدريس اللغات في الجامعة اللبنانية، نعمل بإشراف رئيس الجامعة البروفسور ايوب على تنظيم دورات الدعم اللغوي في الكليات، تبعا لخطط ادارية وخليات عمل مختلفة، تختلف باختلاف نظام كل كلية من كليات الجامعة مبنية على التنسيق التام مع عمدائها ومجالس وحداتها، في اطار عمل مكمل لعمل الكليات لتقديم الدعم اللغوي ومساعدة الطلاب في تحسين لغاتهم العربية والفرنسية والانكليزية”.

رباح

أما عميد الكلية فقال: “إن اللغة العربية ذلك الارث الوفير بكل ما تحمله من قيم وتراث، وما تمثله من روابط مشتركة نحرص عليها، ومن هوية نهواها ونلتزم بها، نرى ان تعزيز تعلمها وإتقانها مسؤولية تقع على كاهل كل مسؤول ومعلم ومتخصص في العلوم الانسانية وساهر على صحة ابنائنا النفسية وأمنهم الفكري”.

أضاف: “السؤال المطروح: كيف نتقن لغتنا العربية في عصر وسائل الاتصال المتسارعة، عصر تسيطر فيه الشاشة بما تبثه من صور ومشاهد، وتحفز عليه من تبن لأنماط عيش وتحدث وسلوك وعصر المتغيرات المتسارعة والغزو المعلوماتي؟”.

وتابع: “في نظرة تقييمية بسيطة الى واقع لغتنا، نرى انها تعاني مجموعة من المخاطر بعضها قديم وبعضها الاخر جديد تزداد خطورته يوما بعد يوم مع الانفتاح الحاصل ومع تجاوز الحدود. لذلك، لا بد من تكثيف الجهود من اجل حث ابنائنا على إتقانها وتوظيف كل التقنيات المتاحة لاجل نشرها خالية من الشوائب للحفاظ على ما يجمع ابناء البلد الواحد. ونحن في الجامعة اللبنانية حريصون على هذا اشد الحرص، ونعد تعليمها واجبا وطنيا”.

وأردف: “إن ما تقدم من وصف لواقع اللغة العربية وما يجري على ألسنة الشباب من لغات هجينة يظهر ان اللغة العربية قاصرة عن مواكبة التقدم الحاصل وعاجزة عن ايقاف السيل اللغوي الآتي من لغة التكنولوجيا التي تتدفق مفرداتها علينا من كل حدب وصوب، ولكن لغة بحجم اللغة العربية يفوق عدد مفرداتها عشرات المرات عدد مثيلاتها من اللغات الحية الاخرى، لقادرة على التصدي والتعبير عن مختلف المشاعر والمواقف والفنون والعلوم، إذا قام القيمون عليها بالدور المنتظر منهم في هذا المجال”.

وختم: “اللغة العربية بحاجة الى اقلام علمائها ليدونوا العلوم بها. فلنحافظ معا على هذا الارث ولتبق الجامعة اللبنانية سباقة في هذا المجال”.

معيكي

وأخيرا، عرض ممثل وزير الثقافة لمحة تاريخية لنهضة اللغة العربية في القرون الماضية وتطوراتها، وصولا إلى “الدور الانقاذي للغة الذي أداه نهضيو لبنان بانتقالهم الى مصر ومعهم الادب والمسرح والشعر والصحافة التي أسهمت في انعاشها بفعل ممارستها بكافة وسائل الابداع”.

وقال: “لقد شكلت اللغة العربية واحدة من اللغات العالمية كوسيلة لتبادل الثراء الثقافي لاهل الأرض، فاعتمدتها الأمم المتحدة في العام 1973 إحدى اللغات الرسمية في 18 كانون الاول من كل عام، هو احتفال عالمي باللغة العربية كوسيلة حوار بين البشر وثقافاتهم وتطور الإنسانية”.

أضاف: “أما اليوم، فالعالم يعيش زمن العولمة بأنماطها واملاءاتها، وبينها اللغة إحدى ضحايا هذه النعمة والنقمة معا. وهذه العولمة ليست حالا مستجدة، فلغة التخاطب والتفاهم بين الشعوب بدأت مع بدايات العولمة قبل خمسة قرون، مع مغامرة الشراع واكتشاف البوصلة، والأرض الجديدة وكريستوف كولومبوس وصولا إلى الثورة الصناعية فالأقمار الصناعية”.

وتابع: “إذا كنا نخشى على لغتنا، فلأن مجتمعاتنا العربية ليست رائدة ولا منتجة ولا متفوقة. نحن غارقون في التلقي ومكتفون بالدور الاستهلاكي، وأجيالنا الجديدة تعيش وتمارس وتتلقى لغة غريبة عن بيئاتها وحضاراتها، وتتماهى في صلب اللغة المهيمنة بفعل التواصل الاجتماعي وهذه الحقائق لا تعفينا من مسؤولياتنا المباشرة في تدمير اللغة العربية، فإعلامنا يلعب دورا سلبيا في هذا المجال بتغييبه البرامج الثقافية، واعتماد مقدمي البرامج لغة هجينة، تختلط فيها اللغات العربية والأجنبية ما يخلق ازدواجيات خطيرة في لغة التخاطب، إضافة إلى ضعف أداء البرامج المدرسية وتراجع الاختصاصات الجامعية باللغة العربية، وشبان المجامع اللغوية العربية والمؤسسات الفكرية في العالم العربي”.

وأردف: “ان خوفنا على لغتنا لا يكفيه التذمر والقلق، وان كان بعض الأسباب خارجا عن إرادتنا، اما الاسباب الداخلية فلن يعفينا التاريخ من مسؤولياتنا والتقصير في ضياع الهوية واللغة”.

وختم: “نحن مدعوون لحماية وصون الفصحى ما استطعنا من التحديات وما أكثر، من خلال مناهجنا التربوية والبرامج التلفزيونية ومن أخطار بعض استعمالات التواصل الاجتماعي، فهي مرحلة تحد حضاري ثقافي”.

وتخلل الحفل قصائد شعرية وعرض مسرحي بعنوان “ابن سينا في المدينة الالكترونية”، في محاكاة قدمها طلاب نادي اليونيسكو.

وفي الختام، سلم معيكي شهادات تقدير مقدمة من لجنة اليونيسكو الى عدد من الدكاترة والطلاب، ثم أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *