خلوة كاريتاس الجبة لتنسيق الإغاثة وبرامج التنمية
نظّم إقليم كاريتاس الجبة بشري خلوة التنسيق والتعاون بين مختلف الهيئات والجمعيات المهتمة بمساعدات الإغاثة الطارئة وبرامج التنمية المستدامة، في الكرسي البطريركي القديم في الديمان بحضور المطران جوزيف نفاع، النائب البطريركي العام على منطقتي بشري وزغرتا – اهدن، رئيس الصندوق التعاضدي الماروني الاب جورج صقر، رئيس كاريتاس لبنان الاب ميشال عبود، الخوري خليل عرب، رئيس الديوان في كرسي الديمان، الخوري طوني الأغا الوكيل البطريركي في الديمان، نوفل الشدراوي رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث، المحامي بول كنعان، رئيس تجمّع موارنة من أجل لبنان، المختار زياد طوق، ممثلاً وليام طوق، رئيس حركة المقدمين، الإعلامي جورج عرب، أمين سر مكتب التنسيق بين المؤسسات البطريركية، سامي دونا رئيس جمعية مار منصور في بشرّي، المهندس نبيل الدريبي مدير جمعية فردايسو، المهندسة ماريز بو زيد، ممثلة شركة Salia بخعازي الزراعية، جوني كيروز، ممثل مؤسسة سيل، جوزف جبور، ممثلاً المحامي روي عيسى الخوري، رئيس مكتب شبل عيسى الخوري للخدمات الاجتماعية، الاب ريمون عيسى، رئيس دير مار شربل بقاعكفرا، منسق توزيع مساعدات مؤسسة سوليداريتي، الأخت جانيت فنيانوس، رئيسة دير سيدة قنوبين، الأخت هند ريا ممثلة جماعة الراهبات الانطونيات في حديقة البطاركة، الشدياق ريمون ابي تامر، ممثل فريق العمل الرسولي، لوران الخوري حنا ممثلة غصين غروب، الى رئيس إقليم كاريتاس الجبة د. إيليا إيليا، وأعضاء مكتب الإقليم ومهتمين.
افتتح الاجتماع بكلمة للد. إيليا رحب فيها بالمشاركين في الخلوة، التي تنعقد بتوجيه المطران نفاع وترجمة لمضامين خطة الإغاثة البطريركية. وعرض محاور الخلوة والتطلعات الى تعزيز المساعدات الإنسانية الطارئة، والى تطوير مبادرات التنمية المستدامة في اطار من التعاون والتنسيق في كنف البطريركية المارونية.
المطران نفاع ألقى كلمة نقل فيها بركة البطريرك الكردينال الراعي ومحبته الى المجتمعين، وتناول آفاق خطط الإغاثة الموضوعة من قبل المؤسسات الكنسية والجاري تطبيقها في مختلف الابرشيات، آملاً ان نتمكن من وضع خطة تنسيق وتعاون متكاملة هدفها إحصاء الحاجيات الفعلية والعمل على تلبيتها بكفاية وعدالة بين شرائح المحتاجين. وقال: نأمل ان نخطو خطوات متقدمة على طريق تنمية مجتمعنا وترسيخ أبنائه في قراهم وبلداتهم في هذه المنطقة المهددة بالفراغ السكاني. وما يدعو الى الامل في هذا المجال هو عودة الكثيرين من أبناء المنطقة الى قراهم وانكبابهم على العمل الزراعي وحيّا جهود الجهات المشاركة التي تترجم بعملها دعوة الكنيسة الام والخادمة.
بعد ذلك عرض الاب ميشال عبود برامج عمل وخدمات كاريتاس الاغاثية الطارئة والتنموية، وأكد وقوف الرابطة الى جانب المؤسسات المهتمة بالخدمات الراعوية الاجتماعية في المنطقة، واستعدادها لدعم برامج التنمية المتعلقة بالقطاعات الصحية والمهنية والزراعية. ودعا الى توحيد الداتا الإحصائية، والى تشغيل مكتب متابعة لوضع الآليات التتنفيذية للمشاريع المطروحة، والى تعزيز التعاون مع مشغل كاريتاس الزراعي في دير الأحمر لتصنيع الإنتاج وتسويقه. ودعا الجميع الى الانكباب على عمل جماعي مشترك بروح التجرد والخدمة، والى وضع مشاريع تنموية مستدامة كاريتاس على استعداد لدعمها.
ثم عرض الخوري خليل عرب محاور خطة الإغاثة البطريركية الموزعة على المساعدات الغذائية، التي بينت احصاءاتها الأولية حاجة 52 ألف عائلة مسيحية الى مساعدات حصص غذائية، وعلى القطاع الصحي وقد أعد دليل ارشادي لافادة المرضى من خدمات المراكز الصحية والاستشفائية التابعة للمؤسسات الكنسية بأسعار تشجيعية.
وعلى القطاع الزراعي، والعمل جار لتأمين البذور والشتول وتسويق الإنتاج، وتعزيز فرص الإستثمار الزراعي لأراضي الأوقاف.
وعرض الخوري عرب خلاصة ما تحقق من الخطة وهو كبير اذ حرك ذوي الإرادات الخيرة فانطلقت مبادرات تضامنية واسعة داخل لبنان وفي بلدان الإنتشار. وأشار الى أسباب تعثر الخطة واختصره بسببين هما عدم تبلور خطة علمية متكاملة للتمويل.
وعدم اجراء احصاءات علمية لحجم الحاجات وقطاعاتها وكلفة دعمها ليصار الى طلب التمويل على أساسها.
ودعا على صعيد النيابة البطريركية في منطقة الجبة الى توفير المساعدات الغذائية بصورة دورية وتشجيع برنامج التغطية الصحية للأفراد والعائلات غير المشمولين بأية تغطية، والعمل على توسيع تطبيقه الذي حصل في عدة رعايا من خلال صندوق التعاضد الماروني، والى تشجيع برنامج التعاضد الزراعي، الذي انطلق بشراكة طيبة، يجب أن تعمم، بين كاريتاس ، وصندوق التعاضد الماروني وتجمع موارنة من أجل لبنان ورابطة قنوبين للرسالة والتراث.
وعرض د. إيليا ما تقوم به كاريتاس الجبة من خلال مندوبيها العاملين في مختلف الرعايا. وقد أجرت مسحاً احصائياً أولياً للمحتاجين من ذوي الامراض المزمنة والعجزة، وللكهنة والجماعات الرهبانية وللمدارس وللمؤسسات ذات الموارد الاقتصادية. وبيّن الإحصاء وجود ما بين 25 الى 35 الف مواطن مقيم في المنطقة، و31% منهم عائلات بدون مداخيل منتظمة، و11% من المرضى المزمنين و22% عجزة، و9% بدون ضمانات صحية. وعدّد أبواب المساعدات المالية والغذائية والمرضية الطارئة التي شملت حتى الآن 2147 مستفيداً.
ثم تحدث الاب جورج صقر في خدمات صندوق التعاضد الماروني الذي أنشىء في العام 1992. وهو مؤسّسة تعاضديّة مستقلّة تُعنى بالشأن الصحّي، الإستشفائي والإجتماعيّ. تعمل بتعاليم الكنيسة وتستهدي بإرشادات رعاتها. ويضمّ الصندوق، حتّى تاريخه أكثر من 55.000 منتسب ومستفيد موزّعين في مختلف المناطق اللبنانيّة، يقدّم لهم التغطية الصحّية والإستشفائيّة في جميع المستشفيات الخاصّة والحكوميّة، وعدد كبير من المختبرات والمراكز الطبّية والصيدليّات. وشرح البرامج الإستشفائيّة والمساعدات العائليّة، الاجتماعيّة والمدرسيّة وغيرها…
وعرض خطّة التنمية المستدامة والإغاثة، التي تشمل التعاضد الإستشفائي والصحّي وقد بلغ عدد الحالات الإستشفائيّة والصحّية منذ بدء الأزمة حتى اليوم 80.580 حالة بتكلفة /23.961.211$/ .
ومجموع كلفة الإستشفاء العائدة للعام 2019 تجاوز /30.000.000$/ .
وتغطية المصابين بفيروس كورونا لحدود الخمسة ملايين ليرة لبنانيّة عن كلّ حالة. وفصّل برنامج إغاثة متضرّري إنفجار المرفأ وبرنامج التعاضد الزراعي والمهني وأهدافه دعم الأسر المحتاجة المنتسبة إلى الصندوق، وخلق فرص العمل وتأمين مداخيل ثابتة لها.
ويلحظ البرنامج أيضاً دعماً للمنتسبين ذوي الإهتمام المهنيّ والحرفيّ، والراغبين في تطوير مهنهم.
وقد رصد الصندوق لتحقيق برنامج الدعم الزراعيّ والمهنيّ مبلغ مليار ليرة لبنانيّة. وقد نفذت المرحلة الأولى منه بالتعاون مع تجمّع موارنة من أجل لبنان، وتم توزيع طن من بذور التوم، وقريباً يباشر توزيع النصوب المثمرة والثروة الحيوانية.
وأشار الى برنامج التعاضد التربويّ وقد أعدت الدراسة لهذا البرنامج لمساعدة /8.000/ عائلة منتسبة فيها
أكثر من/16.000/ تلميذ.
وشرح آليات تطبيق البرنامج وسبل تمويله بين عدة مؤسسات بطريركية.
بعد ذلك عرضت المهندسة بو زيد خطة المواكبة العلمية الموضوعة لبرنامج التعاضد الزراعي، وهي تقوم على تجويد الزرع وإيجاد الزراعات البديلة بعد فحوصات التربة، وتأمين افضل الشتول والبذور، وارشاد المزارع على نوعية الأسمدة والمبيدات والعوامل المناخية وصولاً الى مرحلة القطاف وتسويق الإنتاج. وأكدت وقوف شركة ساليا الى جانب المؤسسات المهتمة بتعزيز القطاع الزراعي من خلال المبادرات المطروحة.
ورقة رئيس حركة المقدمين وليام طوق عرضت ما تقوم به الحركة منذ سنوات على مستوى المساعدات الغذائية والصحية والتربوية والزراعية. وقال:
علينا ان نحقق نقلة نوعية بالانتقال من مساعدات الإغاثة الإنسانية الى دعم برامج التعاضد الصحي والزراعي، والى خطط التنمية التي تثبت أبناء المنطقة في ارضهم، ونحن كحركة مقدمين نمد أيدينا للتعاون مع الجميع في سبيل الخير العام، وقد بدانا تحريك المشروع التنموي الكبير الخاص بالمنطقة الذي وضعته جهات أجنبية ولبنانية متخصصة حول التنمية المستدامة من خلال الموارد السياحية.
توصيات الخلوة:
تلا ذلك نقاش حول البرامج التنموية وخطط الإغاثة انتهى بالمجتمعين الى إقرار التوصيات التالية:
1- استكمال الدراسة الاحصائية العلمية لمختلف قطاعات الحاجات في المنطقة، بوجهي: الحاجات الطارئة والحاجات التنموية.
2- وضع خطة تمويل في ضوء الدراسة الإحصائية المذكورة تبين حجم الحاجات وكلفتها وأولوياتها ومصادر التمويل والخطط الزمنية لتوفيره…
3- تبني التوجهات المتعلقة بتعزيز برامج التنمية، التي تعني ترسيخ أبناء المنطقة في ارضهم .
4- العمل على تحريك دراسة تطوير السياحة والموارد المعيشية في منطقة الجبة، الموضوعة منذ حوالي عشرين سنة، ووضع آليات تطبيقها بالتعاون بين القطاعين الحكومي والأهلي.
5- العمل على تحقيق برنامج التعاضد الصحي، واعداد الدراسة اللازمة لتحقيق الجانب التربوي المتصل به في ضوء الدراسة الإحصائية المذكورة التي تبين عدد الافراد والعائلات غير المشمولين بأية تغطية صحية.
6- العمل على تطوير برنامج التعاضد الزراعي .
7- تشكيل مكتب متابعة وتنسيق ضمن الهيكلية الإدارية لكاريتاس الجبة القائمة في الكرسي البطريركي في الديمان. يتولى:
– التواصل مع الجهات المشاركة في هذه الخلوة ومع سواها.
– متابعة تطبيق التوصيات.
– اقتراح آليات التعاون بين الجهات المشاركة في هذه الخلوة .
– اعداد البرامج والمشاريع الإنمائية.
– اعداد آليات التواصل مع الجهات الداعمة المحلية والأجنبية.
– اعداد الدورات اللاحقة لهذه الخلوة.
وقرر المجتمعون عقد اجتماعهم التالي نهار السبت في التاسع من كانون الثاني 2021 في الكرسي البطريركي في الديمان.
