غندورة العشرين

Views: 675

منى دوغان جمال الدين

غندورة العشرين تراقص المرايا بجدائلها المعقودة، ترسم على اللوحات الفنية ثغرها الوردي متباهية بحمرة شفاه ماركة ايف سان لوران، تكحل عينيها بكحل بني اللون يناسب لون عينيها العسليتين، تتمايل قبل أن تطلي خدودها العشرينية بمسحوق بلون زهر الربيع، تغزل من خيوط الشمس ثوبا حريريا يكسو قدها الجميل، وبخفة تدنو من قارورة العطر الزكي، تنثر اريجه العابق الذي يذهل البيلسان، وتثمل الورود ويتوارى الزنبق خجلا.

غندورة العشرين، تضحك بصوت عال غير آبهة، تركض حافية على العشب، تمشي بثوبها المبلل على رمال الشاطئ ، تبعثره بقدميها، تأخذ كمشة بيديها، تنثر حباته في الهواء فيتغلغل في جدائلها والبسمة على شفتيها وقهقهة تصدح تطرب أذنيها.

غندورة العشرين تراقص خيالها كعاشقة مجنونة، تغني بنبرة هستيرية توقظ النيام في ظلمة الليل، تدندن ألحانا غير مفهومة من جيل ابائها وجدودها، تتدلل امام المرايا وتحادث بغنج اهل السمر.

غندورة العشرين، زوبعة تفتل ليل نهار، تغضب بسرعة الثوان، تصرخ بأعلى صوتها، اجوبتها قصف عشوائي وكلماتها الجارحة شظايا تصيب العابرين.

لكن غندورة العشرين… قلبها رقيق وعشقها شفاف وعفيف لم يعرف بعد خبثا معمرا ونفاقا متلونا.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *