لو…

Views: 11

خليل الخوري  

لو كنا في بلد آخر غير هذا الوطن المنكوب بقياداته، لما كنا ننعم بآرائهم السديدة وتنظيراتهم الرشيدة ناهيك بطلاتهم البهية التي تشرق من شاشات التلفزة. لماذا؟ لأنهم سيكونون في مقرهم الطبيعي: السجن.

لو كنا في بلد اخر، غير هذا الوطن المنكوب بهم، لما سمح للسارق أن يحاضر في الامانة، والخائن أن يحاضر في الوطنية، والمنافق أن يحاضر في الصدق، والعميل أن يحاضر في حب الوطن، والسافل أن يحاضر في الأخلاق، والجبان ان يحاضر في الشجاعة، والمتواري أن يحاضر في البسالة، والمتخاذل أن يحاضر في الإقدام، والكافر أن يحاضر في الإيمان ، و…»القحباء أن تحاضر في العفة « .

لو كنا في بلد آخر غير هذا الوطن المنكوب بهم لما كان مسموحاً لأي مسؤول أجنبي أن يعطي دروساً للمسؤولين المحليين.

ولما كان مسموحاً (وبقوة وصرامة… كما هو معروف ومتعارف عليه في الأعراف والقوانين والأنظمة والممارسة الديبلوماسية) لأي ديبلوماسي أجنبي أن يتدخل في شأننا الداخلي ممارسة أو تصريحاً أو تصنيفاً للناس والأحزاب  والمناطق…

ولما كان مسموحاً أن يتحول أحد أجمل وأزهى بلدان العالم بطبيعته الخلابة وشعبه المضياف وتراثه الاجتماعي العريق… الى صحراء سياحية قاحلة.

ولما كان مقبولاً للجيل الهجين، خصوصاً الميليشيات، أن يتحكم بمفاصل الدولة حتى الإغراق والإفلاس…

ولما كان وارداً، حتى في الخيال، هذا العجز المطبق في كل شيء من النفايات الى الكهرباء الى الخزينة الخاوية الى … العجز عن تأليف الحكومة !

(https://sharonsteelerealestate.com/)

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *