رسائل الى أمي… الرسالة الرابعة: الفقدان!

Views: 619

رندلى جبور

 

أمي… أعرف أنك في مكان يليق بك… هذا رجاؤنا!

فأنت لا يمكن أن تكوني إلا قديسة… وأعرف أنك معنا ولو من بعيد… وأعرف أنك بتِّ من أبناء الحياة الابدية، بنت الخلود!

ولكن على رغم إيماني هذا، إلا أنني من الصعب أن أتخطى وجع الفقدان… فأصعب ما في الموت هو الفقدان… هو الفراق ولو كان جسدياً فقط.

أفتقدك في روتيننا اليومي… أفتقدك في زوايا البيت… أفتقدك في اتصال هاتفي يأتيني ممتلئاً بالحنان والدلال… أفتقدك  كلما نظرت الى قطعة من الاثاث المنزلي… كلما لمست شالك المغمّس بالطيب والطيبة…

أفتقدك كلما ذهبت الى مكان كنت تترددين عليه، وكلما سلكت درباً كنا نسلكها معاً…

أفتقدك في بلدتنا عميق التي كنتِ فيها ريحاً خفيفة تلامس الناس بهدوئها ورقّتها واهتمامها وتواضعها…

أفتقدك في بيتنا في المنصورية الذي كنتِ تملئيه دفئاً في الشتاءات الباردة في السنوات الاخيرة…

كل شيء فقد نكهته بعد رحيلك المبكر، بعد رحيل غير منتظر…

أفتقدك كلما استيقظت صباحاً ولكنني أقول لك كل يوم صباح الخير لكي أبدأ نهاري… أفتقدك كلما أنهيت إذاعة نشرة الاخبار بعد الظهر حيث كنت أتصل بك لأخبرك عن يومي وأسمع منك عن يومك… أفتقدك كلما حلّ المساء الذي باتت عتمته قاسية… أفتقدك والفقدان مؤلم…

ولكن ما يعزّيني أنني أحدّثك طويلا قبل أن أخلد الى النوم وأعرف تماما أنك تصغين إليّ وتسمعين وانا على يقين…

أمي أرجوكِ أكثري من زياراتك لي في المنام فأنا أحتاج الى وجهك المشرق كلما غابت في قلبي الشمس!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *