احترقت الأوراق…

Views: 640

منى دوغان جمال الدين

 ريح تزمجر، تعلن نهاية العرض الأخير… تتطاير الاوراق فتتعرى الاجساد، ويرتج الضمير فتتكسر الاكذوبة على الصخور الجارحة وتسقط الاقنعة وتبقى الروح تنازع إلى ان تأتيها المنية.

الكل على باخرة مثلث برمودا، مصيرهم محتم… فعزرائيل سيقبض روحا تلو الروح…

امام شبح الموت يتهاوى المعتد بنفسه والشوفيني ليركع دون خجل امامه، يتوسله، يقبل يديه، يقدم غريمه وحبيبه قربانا على مذبح الخلود… لكن ملك الموت نسي ثوب الرحمة والشفقة على أعتاب القدر.

وعلى ساحة الموت تتناثر الدنانير وتمطر جدائل النعيم ذهبا، لكن ملك الموت لا تغويه اغراءات والياقوت والزمرد لا ترويان غليل من يستمتع بعمله.

الكل سواسية امام الامواج المجنونة، امام ديار الفناء… وظلمة القبور تتحرق شوقا لعناق عظام اجساد تمادت بظلمها ولارواح اكتوت ظلما… وحانوتي الوجود يستحضر التوابيت، ينثر الورد على ارواح طيبة وضمائر تابت، ويبقى جاهزا لرش رماد على عيون اصيبت بغشاوة الدنيا…

وسط زحام المصير المكتوب، توصد ابواب النجاة فتتوالى الاعترافات وتتكشف الحقائق.

الكل على منصة الاعتراف….

الظالم يلهث عل الثواني الأخيرة تنقذ روحه من لسعة الاحتراق، والمظلوم يروي درب الجلجلة بدموعه الندية وعبقه الزاهر.

الكل سواسية… الكل سواسية…

 سقط ورق التوت عن كل الاجساد وبقيت الارواح الطاهرة محلقة…

 انتهى العرض واسدل الستار على مسرح الدنيا… انتهى العرض بجملة اختصرت قطار الحياة:

 الموت حق.. قد افلح من سواها.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *