لم يبق إلا…
خليل الخوري
هل يزور البابا فرنسيس الاول لبنان في الأشهر القليلة المقبلة؟ ليس جديداً أن تتناول لبنان عظات رأس الكنيسة الكاثوليكية في المناسبات الكبرى مثل عيد الميلاد. ولكن تركيز الحبر الأعظم، في قداس العيد، قبل أيام، على لبنان، أكد على المؤكد لجهة اهتمام حاضرة الفاتيكان بهذا الوطن المعذب، ما ترك انطباعاً بأن المساعي للزيارة قد تكون دخلت في الخطوات التحضيرية… وإذا كان ثمة مجال للإفصاح عنها فهذا سيكون في مستقبل غير بعيد، ربما اليوم، إذا طرح سؤال بهذا الصدد في المؤتمر الصحافي الذي يعقد بدعوة من رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران أنطوان نبيل العنداري ويتحدث فيه رئيس لجنة عدالة وسلام الأسقفية المطران شكرالله نبيل الحاج عن رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي للسلام. وفق ما ورد في الدعوة التي وجهها الأب عبده أبو كسم.
في ظروف لبنان الموجعة لم يبق إلا الصوم والصلاة. وكان البابا الراحل القديس يوحنا بولس الثاني قد خص لبنان بسينودس مسكوني أصدر الوثيقة التاريخية التي عرفت بالإرشاد الرسولي والتي، من أسف، لم يعمل القوم عندنا بوحي تعاليمها التي صفق لها ورحب بها الجميع.
أجل. لم يبق إلا الصوم والصلاة، بعدما تفاقمت الأزمات واشتدت المآزق وأخذت الكوارث برقاب بعضها البعض، فتحول هذا الوطن الفريد بين الأوطان الى جحيم لأهله الذين باتت النصال التي تصيبهم تتكسر على النصال… واقتصر همهم على تأمين لقمة الكرامة بعدما عزت هذه اللقمة في وطن الازدهار والبحبوحة.
نعم. لم يبق سوى الصوم والصلاة في زمن البهدلة والإذلال والتجويع، وتشويه صورة لبنان الوضاحة المشرقة وإبدالها بهذه الصورة المسخ لوطن كان أجمل الأوطان…وهذا كله بسبب الأنانية والحقد والبغضاء و…العقم الفكري والسياسي لدى “النخبة”… وأي نخبة ؟!.
