مكربج

Views: 743

خليل الخوري 

تدخل سنة 2020، التي ترحل اليوم، في طليعة لائحة الأزمنة الأكثر صعوبة وكارثية في عمر البشرية قديمها والحديث. إلا أن وقعها على لبنان كان الأشد وطأة لما “حفلت” به مما نعرفه ونعيشه ونعانيه جميعنا.

لا نريد أن ننضم الى المتشائمين الذين ينذروننا بسنة آتية أكثر سخونة على المعمورة كلها وليس علينا وحدنا في لبنان.

قد يكون هذا صحيحاً، والله أعلم. إلا أن معاناتنا في هذا الوطن المنكوب ستكون الأبعد مدى كوننا نعيش مع الجماعة السياسية والقيادية التي “نجحت” في أننا فقدنا أي بارقة أمل في مصير الوطن ومستقبل أبنائنا فيه وقد فتحت لهم الهجرة أشداقها، في وقت يرمي غير القادرين عليها بالطرق الشرعية بأنفسهم وعيالهم في البحر لتلتهمهم اللجة، مثالهم مثال قوافل الشعوب قاصدة بلداناً في أوروبا الغربية التي تقيم لهم مخيمات الشواطئ قبل الترحيل.

سيان أكانت السنة المقبلة على منوال سابقتها أم أسوأ أم حتى أفضل منها، فقد فقدنا الأمل في قدرة المسؤولين عندنا على التوصل الى حلول ناجعة لأزماتنا المروعة.

ومن أسف أنك لا تجد من يدعو الى كلمة سواء. وحتى إذا فعل فلن تجد من يصغي.

وفي تقديرنا أن الحل في لبنان لا يكون برحيل حكومة والمجيء بسواها، ولا بمجلس نيابي جديد… فتلك حلول موقتة. إنما هو في التمعن ملياً بأوضاعنا الدستورية، والعمل بمسؤولية وطنية على فكفكة عقد النصوص التي تكربجنا، فنوقف هذا “الفيتو” القاتل الذي يلجأون إليه ضد بعضهم البعض… نكتفي اليوم بهذا العنوان العريض الذي لا بد من التطرق الى تفاصيله لاحقاً، مع يقيننا بأن بقاء لبنان محكوماً بالكربجة سيقود الى نهاية وطن كان زينة البلدان وأحب الأوطان.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *