الياس الرحباني وموسيقى تدفي القلوب

Views: 520

سليمان بختي

الياس الرحباني (1938-2021) الضلع الثالث في العائلة الرحبانية الاسطورية. الموسيقي والمؤلف والملحن الذي اعطى لفيروز العديد من الالحان الجميلة المميزة مثل “لا تجي اليوم ولا تجي بكرا” و “ليل واوضة منسية” و”كان عنا طاحون” وغيرها. كذلك لحن لكبار في لبنان مثل صباح ووديع الصافي وماجدة الرومي وهدى وغيرهم.

 وهو احد المشاركين الاساسيين في نهضة الموسيقى في لبنان في الاذاعة والتلفزيون والمهرجانات والمسارح. حمل عصا المايسترو بوجود الاخوين الكبار ونجح مع الكبار. ولبث ينهل من النبع الشرقي والمعين الغربي بسلاسة وانسجام واقتدار، ويحفر في المنجمين. وظل الى اخر ايامه يحب العزف على البيانو وكان شوبان مثاله الاعلى والاحلى. كأنه من خلال العزف يلج الى العوالم التي  يعشقها. ويكتب فوق العزف “بهالبرد الموسيقى تدفي القلوب”.

الياس الرحباني الصديق المحب الذي يملك روحا حرة ومرحة. ويغضب على الغلط والتهافت في الفن وعلى الاداء المتردي في السياسة وعلى تصدع القيم. ولكنه كان حنونا على الطبيعة  التي تمتلك الجمالات التي لا تعد. كان لديه الايمان والخوف والابداع “والسرسبة” في قلب واحد.

عزف ولحن وكتب للمسرح وكتب الشعر ووضع العديد من المؤلفات لموسيقى الافلام التصويرية ومنها:” حبيبتي”و “دمي ودموعي وابتسامتي” و”اجمل ايام حياتي” والمسلسلات مثل:” عازف الليل”و “هنادي” و”الو حياتي”وغيرها.

ولحن الاغاني للاطفال ولشوشو لحن:” شحادين يا بلدنا”. ولعل الكثير من اغاني الاطفال الملتصقة بذاكرة اولادنا هي من اعمال الياس الرحباني.

تمتع الياس الرحباني بحس موسيقي تأملي عميق يغرف من الحب والخيال والذكرى الحانًا نضرة رشيقة لا تتحرج من بساطتها.

ربما شعر الياس الرحباني ان مكانه يضيق عليه وعلى افاقه الرحبة، وعلى ما يريد ان يرسله او يعطيه. او ربما توسل النسيان ليحمله الى خلاص قريب او محتمل. او لعله ما عاد يصرخ ويبوح ويضع النوطة والكلمة كمن يضع التاج على رأس العروس.

نودع مع الياس الرحباني الزمن الجميل، زمن الكبار. اولئك الذين تعبوا لكي يستحقوا نعمة الفن والابداع، نعمة الناس الطيبين الذين احبهم واحبوه، نعمة الوطن في احلى وارقى تجلياته.

***

(*) الصورة الرئيسية: من اليمين: سليمان بختي، الياس الرحباني، نشأت سلمان

Comments: 1

Leave a Reply to يولا صوان Cancel Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked with *

  1. ما احلى وأنقى هذه الكلمة عن الياس الرحباني يكتبها الصديق العزيز سليمان بختي بأسلوبه الرقيق ليأخذنا الحنين الى “نعمة الفن والإبداع، ونعمة الناس الطيبين ونعمة الوطن في أخلى وارقى تجلياته”.