سجلوا عندكم

يوسف الخال… “بطريرك الحداثة الشعرية”

Views: 1253

وفيق غريزي

 اشعل عود ثقاب في غابة الشعر، ولم بعد مسؤولا عمن احرق اصابعه، أو احرق ثيابه، أو عمن لا يزال يشوى على نار الحداثة.

فتح افقا ولم يفتح ميليشيا شعرية مسلحة. طالب بحرية التغيير، ولم يطالب بحرية الاغتيال. طالب بالتجريب ولم يطالب بالتخريب، قاد سفينة وهو بالتأكيد ليس مسؤولا عن سلوك البحارة، وعن سكرهم وعربدتهم، ومخالفتهم لطقوس الملاحة واخلاق البحر، انه البطريرك الذي فتح كنيسة الحداثة لـ آلاف المصلين، فتح مجلة “شعر” ولم يفتح اصلاحية للاحداث، أو مخفر بوليس مهمته ان يفتش الداخلين الى محراب الحداثة، والخارجين منه، وأن ينبِّش في حقائبهم وفي ضمائرهم، انه الشاعر ورائد الشعر الحديث يوسف الخال….

مسيرته الحياتية والشعرية 

ولد الشاعر يوسف الخال في اعقاب الحرب العالمية الأولى وبالتحديد في عيد الميلاد سنة ١٩١٧ في قرية “عمر الحصن” سوريا. وبعد بضع سنوات نزحت العيلة الى مدينة طرابلس شمال لبنان، حيث تلقى دروسه الابتدائية والثانوية في المدرسة الاميركية للصبيان.

 نظم الشعر في البداية على السليقة، فلما تعلّم العروض تجنّب الاخلال بموازين الشعر مما بعث فيه الثقة بالنفس، الى حد الاطلالة على القراء من على صفحات الصحف وهو دون العشرين من العمر. 

لما اندلعت الحرب العالمية الثانية كان الخال على مقعد الدراسة الجامعية في الكلية الاميركية في مدينة حلب السورية، اشتغل بعدها بتدريس الأدب العربي في مدرسة الفنون في مدينة صيدا جنوب لبنان، العام ١٩٤٢ التحق بالجامعة الاميركية في بيروت، وبعد سنتين في كلية الفلسفة التي كان يرئسها الدكتور شارل مالك.

 تخرّج الخال بدرجة بكالوريوس علوم. مع انه تخصص بدراسة الفلسفة، إلا ان سمعته كشاعر واديب كانت هي الغالبة، فلما دعي للتدريس في الجامعة الاميركية كان الأدب العربي المادة التي قام بتدريسها.

 العام ١٩٤٤ السنة التي تخرج فيها، اصدر عن المطبعة الكاثوليكية في بيروت أولى مجموعاته الشعرية تحت عنوان ” الحرية “. العام ١٩٤٧، ترك التدريس وتسلم رئاسة تحرير “صوت المرأة” التي اسستها جامعة نساء لبنان، من صديقه رشدي المعلوف، وفي العام التالي سلمها بدوره الى الشاعر فوءاد سليمان، وبعدها قرر السفر الى الولايات المتحدة الاميركية حيث اقام من العام ١٩٤٧ الى العام ١٩٥٥، وعمل في الأمانة العامة للامم المتحدة.

 في ربيع ١٩٥٥ عاد الى لبنان، حيث عمل في مجلة “الصياد” مدة ثلاثة اشهر. عاد بعدها للتدريس في الجامعة الاميركية الى جانب القيام بوظيفة الدكتور شارل مالك الذي استقال من عمله كسفير للبنان في واشنطن. العام ١٩٥٦ بدأ التحضير لاصدار مجلة “شعر”، ولم صدرت في العام ١٩٥٧ كان صدورها حدثا هاما في حياته وفي مسيرة الشعر العربي معا.

 العام ١٩٥٨ ترك التدريس وانصرف الى تحرير مجلة شعر وانشاء مطبعة ودار لنشر الموءلفات الادبية التي تلتزم دعوة المجلة الحداثية. وفي أواخر ١٩٦٤ توقفت المجلة لأول مرة، ثم توقفت نهائيا العام ١٩٧٠. 

تزوج يوسف الخال من الرسّامة هلن الخال وله منها ولدان طارق وجواد، ثم تزوج من الشاعرة الفنانة الصديقة مهى بيرقدار العام ١٩٧٠، وله منها الفنانان الممثلان يوسف وورد الخال. توفي العام ١٩٨٧ ودفن في بلدة غزير، قضاء كسروان – لبنان…

أراء الخال حول الشعر 

قبل وفاته قال يوسف الخال ما خلاصته: “اني سعيد أن القى ربي وفي يدي اليمنى حركة شعرية غيّرت الى الافضل مسيرة الشعر العربي. وفي اليد اليسرى ترجمة عربية للكتاب المقدس اتاحت لـ الآلوف من قراءه أن يخترقوا قدر الامكان في المرحلة الراهنة جسد اللغة العربية القديمة الى روح مضمونه الحي. 

القيم الاخيرة في نظر الخال ثلاث: العقل والحرية والمحبة، منها تتفرع الفضائل الانسانية جميعا، ويقول: “عن العقل، الكيان والمعرفة والعدل. عن الحرية: الصيرورة والخلق والابداع. عن المحبة: الصلاح والخير والجمال”…

مؤلفاته الشعرية 

1-الحرية

2-هيروديا

3-البشر المهجورة

4-قصايد في الاربعين

5-رسايل من دون كيشوت

6-الولادةالثانية. 

كتاباته النثرية

1-على ماكس كليلة ودمنة

2-يوميات كلب

3-دفاتر الايام.

ترجماته

1-النبي لجبران خليل جبران

2-الارض اليباب لاليوت

3-اميركا خواطر لجاك مارتيان

4-ديوان الشعر الاميركي قصائد مختارة لروبرت فروست

5-العهد الجديد من الكتاب المقدس.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *