زرقة بلون الغرق و…الجرح

Views: 6

د. جوزاف ياغي الجميل

 

متل الغيم الازرق؟

سنين سنين هني الوجع وحكاية عن تنين حبو

ولبسو تياب السهر.

لا هني بيلتقيو

ولا الحب بيخلص.

لانو الحب هوي الحياة… وهوي القدر

                           كلود ناصيف حرب

 

 

غيم السماء، البحر، السلام، أزرق، بلون الغرق وأعذب الكلام.

بماذا نُشبّه الغيم؟

والغيم غلالة الماء والسماء والأسماء.

أزرق؟

وعنوان الزرقة، في شعر كلود ناصيف حرب، هو القلب، وبوح الأقلام.

هل يمكن أن يشبه الحلم الوجع والحب والسهر؟

بين الوجع والحب قصيدة ترتدي عبق الأحلام.

بين الحب والسهر رسالة أهداها إلى البشر شاعر، قبل ألف عام وعام. واسمه في كتاب العمر عمر الخيام.

بين السهر ولقاء الأحبة جذور تخترق الوجد، تغامر بالسكون.

وفي مقلة الناي أنغام بلا أوتار.

مثل الغيم زرقة الليل، خمرة اا تنام، وبيدر من الجوع فضي الملام.

مثل الحلم إبريق الدجى. والغاب سلة تبحر في سدرة المنتهى، تسير على نار جليدية الوحي، في غربة الظلام.

غابة البوح قلادة السعادة، سفيرة فوق العادة، في معجن الهيام.

سنين سنين عمر الوجع. ولا تعداد لرقم يرهص التمام

متى يكتمل العمر، أيتها العاشقة الولهى كالغمام؟

هم الوجع/ الشعر/ الحنين. والوجع شعار حب وسهر، قهر بلا سمر، أو لقاء.

أهكذا يكافأ النقاء؟

أهكذا نطوي الحياة وليل الموت يطوينا؟

كيف أنجو منه؟ إنه القدر. وقدري أن أهواه، ولا نلتقي. أيملك النهر تغييرا لمجراه، في عمري الشقي؟

الحب نبع يفيض بلا حساب. كالعمر هو، في جوره الوثاب.

الحب بيدر من هشيم. وجوعي النار.

وفي الصدر الجريح بالندى ألف كنار وكنار.

غابة الشرق غجرية. أشواقها، أوراقها حجرية. (https://www.islandshipper.com/) والقلب منكسر المرايا، في اكتئاب.

الحب هو الحياة، في بخلها والشذا، في عطفة الأذى، لا يحسن الجواب.

الحب هو الحياة. وكم في الحياة من قشور مغلفة باللباب!

ماذا يرتدي الغيم من ثياب؟

ثيابه المطر، نداء مستجاب.

الحياة هي الحب. ويولم الموج أغنية تفقد الصواب.

في شرايين سدرة المنتهى، يفيض دم النهى، ساعة الإياب.لاؤها عنوان هجر ونحيب. ضميرها انفصال في صدره الحر الرحيب. وتورق أنغام الصلاة.

متى تكتحل الريح بالجنون؟ تعانق الخوف في صدره الحنون؟ والصدى في دماء الريح حلم فقد الصواب.

تتحول الزرقة في قاموس الشاعرة حرب إلى حقل من الجدب والجفاء.

ويسأل السياب أين المطر؟ في بوحه الخطر والدموع.

يجيبه الخيام وفي غربة السهر خوف تقطّرُ، وشموع.

سنوات عمر الرحيل، غريق هو قارب السندباد.

سنوات خلف غيم، بل سراب. غيم بلون تفاحة كقشرة الأرض زرقاء العصير، ليلكية المصير.

هو الحب والحياة خطان متوازيان. مثلهما القدر. حب من طرف واحد، يبكي أذى الحياة، بعد انكسار المرآة.

لإن الحب قدر، لأنه الحياة. أصاب قلب الشعر خدر، سهامه الوشاة.

هي الشاعرة. هو الوطن. كم أحبته! وكم طال البعاد. في قلبها اشتياق، وفي قلبه وداد. متى تنتهي الغربة؟متى ينتهي الحداد؟ مثل سماء بلادها العشق. ولكن السماء عقيمة. والعقم في غربتها جرح له في القلب والفكر امتداد.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *