“أرشديني إلى الـ حبر”…لـ محمد توفيق أبو علي
د. جوزاف ياغي الجميل
*قراءة في العنوان:
لو يسقط الحرف فأين الدليل؟
لو يسقط الحرف الأول في حبر الشاعر د. محمد توفيق أبو علي فيعود ديوجين من غيبوبة العصور.
لو يسقط الحرف الثاني فتنمو الثورة في القلب بحثا عن الظل الضائع، في نور القصور.
لو يسقط الحرف الثالث فيصبح الوجود أنقى وأرقى، ويولد في قلوبنا الفينيق من جديد.
وحين نعيد الحرف الساقط، قد نخطئ في ترتيبه قصدا. فتصبح الكلمة أشد قسوة في الحرب وأبهى اتساعا في الصدر الرحب، أو أعمق غورا في البحر.
وقد تسقط الحروف الثلاثة فلا يبقى في وليمة الأبجدية إلا الآل عنوانا لهداية تبحث عن كينونتها، خلف حدود الوعي المعتق بالنسيان.
أرشديني إلى البر/ الحر/ الحب ينمُ في ضميري وجود أبهى وأشهى من صبابات الجليد، تعبث به نار المشتهى فيذوب رهافة كالبيلسان.
بين الحرب والرحب والبحر جناس قلب صهره الوجد فسال على أعطاف نيسان، يبحث عن الإنسان الإنسان.
وحين تكتمل الهداية، يفيض البوح حنينا منسوجا بخيوط حرية عاشقة.
لو يسقط الحرف الأول من نداء القلب تحترق ذبالة المصباح، ويشرق نور من أعماق الظلام.
ما الحبر أيها الشاعر في بوتقة السجود العرفاني؟
ما النداء الغارق في عبثية الأشياء في لحن العرف الفاني؟
وما الداء؟
سلام لك، يا دليل الحادي، في صحراء الآلاء.
سلام للمرشد الأعلى يغامر في تجاويف متاهة العماء.
وألف تحية تحملها الريح آن تستريح، في سمفونية الماء.
سيدي الفارس الشاعر، حبرك دليل إلى أبجدية الدماء. في بوحه الناي والسكون. كعطره نختفي أو نكون. وفي حرفه الأسير لحن تائه في القلب مركون، خلف سارية الدجى، قيثارة السماء.
وتطلب منها الإرشاد والرشاد؟
في حرفك الباذخ لحن تعانقه الورود، وصوت شريد. وفي الحرف الهائم بلبل غريد.
متى يستعيد الحرف سلامه؟
متى يدرك الفرح كلامه؟
وتولد في أبجدية الشاعر أقلام لها الحب نشيد.
سلام لحرفك الصداح، يرسم فينا هيامه…ويجود.
أردت قراءة القصيدة فعلقت في العنوان، وحين سقط الحرف الأخير من القراءة. راودني الإغماء.
عبثٌ قراءتي، في غيهب الغسق. أحلم بالحرف الخالد في قصيدة. حرف زائد هو. يشبه وجهي، وجعي، قبل الغروب.
وماذا بعد العنوان؟
يشتعل الحرف الناقص. يرتدي قناع الصمت، ويغوص إلى أعماق الفرح حيث المحار والبحار، في لجج المأساة، بلا مرساة.
