رسالة تحت وسادة من الياسمين

Views: 674

د. جان توما

 

إلى نيفريت دالاتي غريغوار

 

كأنّ أحدًا ينتظرُك عند مفارقِ الذاكرة ليكتبَ في نصوصِك ما تحمله من شوق وحنين وغربة. هكذا تفعلُ الأديبة  “نيفريت” من باريس، تدخلُ كرومَ أبجدية الكتابة، وتستحضر ُمواسم الجنى والحصاد، تلاحق سنونوات الخيال لتستحضرَ من كان هنا ومضى.

تكملُ الأديبة ” نيفريت” على الموقع  الثقافي  aleph- lam ، بالأمس، ما أنهته محبرتي، فتوقظُ الأخيلةَ من جديد، وتطلقُ العصافير من أوكارها من تحت قرميد البيوت العتيقة إلى رحاب العالم.

ماذا يمكنكَ أن تقولَ وقد حلَّ نصُّ الأديبة ” نيفريت” مكان كتابي “… والعمر شراع مسافر”؟  فاختصرتِ مسرى حياتي بكلماتِها. من أين تأتي بعباراتها؟ وقد أحسستُ عند قراءتي أنّ قميصي لم تعد تتسع لأوسمة كرَمِها، ولا أخفي أنّ كتفّي سُرًّا بنجوم كلماتِها ترتاح عليهما.

كيف لا تنتعشُ أحلامي حين تقولُ:  إنّي كمن ” يغفو على وسادة من ياسمين” ؟ وكيف لا أفرح كالاطفال بالعيد حين تقولُ أيضًا إنّ كلماتي ك”عقد لؤلؤ، اذا هربت منه دمعة تهاوت وراءها كلّ الدموع”.

نيفريت دالاتي غريغوار

 

لقد فتشتُ كالأطفالِ في خزائني عن الكلمات، أو كما قالت في  “جارور حكايات”. وكم سررت بهويتي الجديدة  :” كأنّه أصبح هويّة الميناء وهي هويته”.وكيف “حوّل مدينتَه إلى قصيدة”. ودمعت عيناي حين ذَكَرَتْ”القيم الإنسانية” و”علاقته بطلابه في الخارج، والأمل كي لا يموتَ الزمن عنده”.

أعرفُ أنّه قد تأتي الأحلامُ الجميلة عندما ينام المرءُ بهناءة.، ولكن في هذا الصباح أتتني دراستَك ، سيدتي،  كباقةٍ من الأحلام وأنا يقظٌ لأفرحَ في زمن العزلة والتفكك، وكيمامة وقفَتْ باكرا على شباكي في هديل متناغم.

أعرفُ أنّ النقدَ صعبٌ لأنك تنطلقينَ من النصّ وإليه ترجعين. يصيرُ الناقدُ النصَّ وليس كاتبه فقط ، خاصة عند من تيسّرت له علومُ الدنيا فيدخل عرينَ الأدب واثق الخطوة يمشي ملكًا، كما فعلتِ ، سيدتي، في تحليلك الدقيق ودراستِك الموفّقة البليغة فكرًا وأدبًا.

شكرا لا تكفي، سيدتي، لذا عسى أن تنعمي بوسادة ياسمين لغدٍ أجمل

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *