بين الحاءِ والباءِ

Views: 804

غاده رسلان الشعراني

 

في ثنايا الحروفِ تمَّ انتقاءٌ مسبوقُ النَّغماتِ بمخارجَ لفظيِّةٍ تحتوي الأنفاسَ لِنُدركَ حينَ نطقِها تأثيراتِها المتوافقةَ ومعانيها الصَّائبة…

نُدركُ بِفطرةِ النُّطقِ أنَّها تحيطُ بِنا كلَّما تَمَلَّكْنا مِنها …

نخترقُ انخراسَنا بِها فَتَنولدُ مِن فيضِ مشاعرِنا و خَلَجاتِنا لِتُعَبِّرَ عنَّا و تَعبُرَ بِنا نحوَ المنطوقِ المحسوسِ المعانقِ لِجوهرِ الحقيقةِ في المعنى …

نلفظُ أنفاسَنا وننفثُ زفراتِنا ونعتصرُ حروفَنا بإرهاصاتِ أعماقِنا لنقولَ ( كلمةً ) … هي ابتداءُ انسانيتِنا وتفتُّحِ ورودِ أرواحِنا …

مع كلِّ حاءٍ و باءٍ نَتطهَّرُ مِن كلِّ وباءٍ و مِن كلِّ غباءٍ و مِن كلِّ تحدُّدٍ لِنُبحِرَ بالاتِّساعِ …

مع كلِّ حاءٍ و باءٍ نَستَجلي دواخِلَنا و نَتَنَشَّقُ معنانا فينا و ندركُ خبايا مكتومةً ، مكبوتةً ومندثرةً …

نُسعِفُ بقايانا و حتَّى نرمِّمَ تهشُّماتٍ قد انحَفَرَتْ بسكِّينِ الحياةِ الحادَّةِ كأحفوراتٍ أزليَّةٍ و من نافذةِ الجيم في

( الأب/ج/ديَّة ) ، أبجديةِ حروفنا حينَ فتحِ آفاقِها لتغدو الأبديَّةَ ، نستشعرُ مستقبلَ الكلمةِ …

حاءٌ و باءٌ باتِّساعِها الشُّموليِّ الأعظَمِ و النُّورانيِّ الأعلى و مِن قلبِ المحبةِ ، جذرٌ مُتَشَبِّثٌ لا نَفهَمُهُ ولا نَتَفَهَّمُهُ إلا بِعقائدَ و تعقيداتٍ مُقيِّدةٍ ، يمزِّقُ رحمَ الأرضِ وحتَّى مخاضٍ مُتَمَنَّى …

نَتَهادى بِنا نَحونا لِنُثري ذواتَنا بالتَّبَصُّرِ والتَّصوُّر والتَّخيُّل

نَتَيقَّنُ مِنَّا معها و حتَّى انعتاقٍ مِن توجُّساتٍ كامدةٍ كامنةٍ تحتَ جلودِنا نهابُ تَنَفُّسَّها عبرَ مَساماتِنا …

ابحَثُوا فيكُم عنكُم …

أفعالُ حبٍّ أنتمْ و منابتُ حبٍّ …

بذورٌ مِن نورٍ و أحياءٌ مِن رهافةِ أرواحٍ عاشقةٍ …

اكسروا قيوداً تُبعدُكُم عنكُم …

انحَتُوا صخوراً تغطِّي جواهِرَكم …

لِنُعيدَ الأرضَ جنَّةً للإنسانيِّة …

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *