إطلاق يوم المسامحة في الذكرى الأولى لمقتل الأطفال اللبنانيين في سيدني
أطلقت عائلتا عبدالله وصقر بالتعاون مع حكومة ولاية “نيو ساوث ويلز” يوم المسامحة “I4give day” في الذكرى السنوية الأولى لمقتل الأطفال الأربعة الذين قضوا حين صدمتهم سيارة سائق مخمور على ممر مشاة في منطقة أوتلاندز في سيدني.
وكان أنتوني (13 عاما) وأنجلينا (12 عاما) وسيينا (9 أعوام) عبدالله برفقة قريبتهم فيرونيك صقر (11 عاما) في طريقهم لشراء المثلجات في منطقة أوتلاندز غرب سيدني، عندما دهستهم سيارة يقودها رجل تحت تأثير المخدرات والكحول في العام الماضي.
وشكلت مسامحة ليلى جعجع والدة الأخوة الثلاثة صدمة للرأي العام، عندما خرجت بعد يومين من الحادثة لتقول للعالم أنها تسامح السائق وتصلي له، وهو الموقف الذي تبنته العائلتان.
وفي المناسبة، أقيم احتفال رسمي في الحديقة الملكية في وسط سيدني، أطلقت خلاله العائلتان يوم المسامحة الذي سيقام كل سنة تخليدا لذكرى الأطفال الأربعة ولمساعدة الآخرين الذين يشعرون بالألم والحزن على فقدان أحبائهم.
حضر المناسبة، رئيس الوزراء الاسترالي سكوت موريسون وزوجته جيني، رئيسة حكومة نيو ساوث ويلز غلاديس بريجكليان، راعي الأبرشية المارونية في أستراليا المطران أنطوان شربل طربيه وحشد من الشخصيات والفاعليات.
عبدالله
وقالت والدة الاطفال الثلاثة ليلى عبدالله: “إن المسامحة هي أعظم هدية يمكن أن تمنحها لنفسك وللآخرين. ونحن اخترنا أن نحول مأساتنا إلى حدث خير. واخترنا المسامحة والحب عوضا عن الكراهية”.
اما الوالد داني عبدالله فأشار إلى أنه وجد “السلام بالتسامح”، مؤكدا أنه يتألم كل يوم، وقال: “قلبي موجوع. تزورني دموع اليأس كل يوم، وأشعر أن داخلي يموت. لكنني اخترت طريق المسامحة من أجل عائلتي”.
موريسون
واعتبر الرئيس موريسون أن “قدرة عائلة عبدالله على المسامحة بعد أيام من الحادثة تحبس الأنفاس”.
أضاف: “نعرف صلاة الأبانا غيبا، لكن ما يدهشني رؤية شخص لا يردد كلماتها فحسب، بل يعيشها في خضم الألم والحزن المستمر”.
بريجكليان
وشكرت بريجكليان للعائلة السماح لها بالتعرف على “الملائكة الأربعة”. وقالت: “إن “هدية يوم المسامحة ستبقى جزءا منا الى الابد”.
صقر
وقالت بريدجيت صقر، والدة فيرونيك: “هذا اليوم مهم لنسامح بعضنا، لن ننسى هذا اليوم سنة بعد سنة، وسنعيش نكرم القديسين الذين في السماء، وسنبقى كل سنة نتذكر ما فعله الأولاد الأربعة في حياتنا وسننشر رسالة المسامحة”.
طربيه
أما المطران طربيه فقال: “..وأشرق من الظلمة نور، I4give day هو النور الذي أشرق بظلمة الألم والحادث المروع الذي أودى بحياة الأطفال الأربعة”.
واعتبر ان “معاناة أهل الأطفال كبيرة ولا توصف، ولكن إيمانهم واتكالهم على الرب أيضا كبير”.
ديب
وقال النائب اللبناني الاصل جهاد ديب “لم أر فاجعة جمعت العالم مع بعضها البعض وأثرت علينا جميعا وجعلتنا أشخاصا أفضل مثل هذه الفاجعة”.
وأعرب عن فخره بوجود أشخاص في الجالية العربية مثل آل عبدالله وصقر، “هذه العائلات علمتنا كيف نصلح أنفسنا وأخطاءنا.”
وفي نهاية الحفل، أطلقت فراشات وحمامات تخليدا لذكرى الأطفال الأربعة.
يذكر أن الرجل الذي قتل أربعة أطفال في حادث سيارة غربي سيدني، أقر بالذنب في سبع تهم وجهت اليه. ويصدر الحكم النهائي في حق سامويل دافيدسون (29 عاما) في آذار المقبل.
وكانت العائلة أقامت قداسا لراحة الاطفال الاربعة، ترأسه المطران طربيه وشارك فيه الرئيس موريسون.
