عنفوان القصيدة

Views: 12

د. جوزاف ياغي الجميل

 

لا تتأخر..

فأنا هكذا دوما انتظرك …

هل ستأتي؟…

                     كلود ناصيف حرب

 

***

لا تتأخر  وصية حادية عشرة  تزيدها الشاعرة كلود ناصيف حرب إلى الوصايا العشر.

إنها وصية الشوق ترسلها الشاعرة إلى حبيب بعيد. والشاعرة تتقمص صورة حواء، في مناجاتها الأزلية.

هي حواء ولكن من هو آدمها المرتجى، في غفلة السنين؟

لا تتأخر معناها أنه كان وغادر.

هي العودة  المرتجاة إلى واقع قديم، إلى الجنة التي افتقدتها الشاعرة.

لا تتأخر..فاعله ضمير مستتر استتار الرجل الذي تنتظره  بفارغ الحنين.

فهل يأتي؟ ولمَ تأخر مجيئه؟

غائب هو وقد لا يكون هناك أمل بعودته. إنه  غودو يأتي ولا يأتي.

رجلٌ هو شعاره الغياب/ الاشتهاء.

امرأةٌ هي رمزها الشوق/ الانتظار.

غائب هو أو مغيّب، لا فرق. فهو المشتهى الذي يحاكي أحلامها والطموح. لعله حلم الجن الذي يتكون فكرة في العقل والقلب، ولا يتجسد. إنه الحب لا الحبيب. صورة طبق الأصل عن رجل المستحيل.

حاضرة هي في أناها/ الانتظار، تعشق الرحيل.

إلهة هي تبحث عن شريك صلاة، بل عبادة.ٰ

وتكتمل المناجاة بالسؤال: هل ستأتي؟

بين النهي والرجاء قبلات اعتذار عن غياب طال، بغير سلام أو حوار، فباتت في توق إلى السعادة.

وتنقلب الأدوار.

هي التي تأخرت.. وهو المنتظَر منها عودة، بغير قرار.

وينحسر القناع عن المنادى.

يصبح المنتظَر أكبر من أن يُسمّى، صورة عن الوطن، الجنة المنشودة، بلا رجاء.

حبيب الشاعرة هو الوطن. لأن لا رجلَ محدّدا يستحقّ حبّها الكبير.

بينها وبينه عيون جف فيها الدمع، وفاض الحنين.

بينها وبينه عناق فكري وأنين.

انفصال أناها تحوّل إلى استتار مشبع بانتظار.

أنتظرك تقول الشاعرة. فعل تخطى الحالة الوصف إلى عمل متكرر يومي، متصلِ بجسديّة الفراق، وفكريةٖ العناق. (www.newenglandtours.com)

انتظارها هو انتظاره. وتكتمل الدائرة أنشوطة رجاء، بل يأس، تلتف حول عنقها الصغير، عبر التسويف.

عنفوانها حطّمه بوحُ إنكارِ، ختمت به القصيدة.

ليتها اعترفت بالحب، من قبل،

ليتها لم تغادر.

فهل تستطيع العودة؟

وطنها ينتظر عودتها إلى أحضانه؛ فهل ستأتي؟

سؤالها إنكار.

ويكبر الإقرار.

لن تعود إليه. طموحها أوسع من إرادة اللقاء. وطنها الغربة، ومنفاها الوطن. وبستان إبداعها فعل توبة وتكفير، جسر لقاء بين الضفتين. بستان إبداعها وطنها الحلم/الاشتهاء، مصدر تعزية ولقاء، .

كلود ناصيف حرب ترفض أن تكون شهرزاد. حكاياتها كأمواج المحيط، لا تستكين ولا يوقفها صباح.

نهْي الشاعرة حرب في طياته بحث عن حافز يجود.

 وعودته(ها) لن تكون في المدى الجنين.

تعود أميرة أو لا تعود.

تعود في أشعارها، إلى هناك-

 حيث لا دموعَ ولا أشواكَ

إلى “بستان الإبداع”

حلمها والشراع

جنة عدنها الجديده

في هيكل القصيده-

أميرةَ الحنين

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *