الفيروس يتغلّب على العلماء

Views: 237

خليل الخوري 

ونقصد تحديداً علماء الفيزياء والكيمياء المعنيين بالفيروسات والجراثيم. هؤلاء الذين تُرصَد لهم ميزانيّات ضخمة، في مختلف أنحاء العالم، ليجدوا الأدوية الناجعة، ولكنهم لم يتوصّلوا إلى ذلك بعد، وهم يطلعون علينا كلّ يوم تقريباً، بنُذُر الشؤم عن فيروس جديد أو وافدة حديثة أو جائحة مُستجِدّة.

وكأننا لا يكفينا ما فينا من معاناة جرّاء فيروس Covid-19 وسلالاته الضارِبة، حتى يتفضّل علينا أولئك العلماء بنظريّات وإستنتاجات عما ينتظرنا في المستقبل، وبعضهم يُحدِّد بأسابيع معدودة وبعضهم يتحدّث عن أيام يضربنا خلالها فيروس لم تعرِف البشرية له مثيلاً في ضراوته حتى الآن.

آخر تلك «البشائر» ما طلع علينا به عالم الأبحاث البيئية جان فيدال ونقلَته عنه صحيفة «ميرور» البريطانية وعمّمته قناة سكاي نيوز العربية وأيضاً ما نشره في صحيفة Daily Mail اللندنية من أننا مُقبِلون على جائحة في مستوى الطاعون الذي ضرب أوروبا في ما بين العامين 1347 و1352 فقضى في خمس سنوات على ثلث السكان. وإستناداً إلى ذلك، يُنذرنا بأن الجائحة الآتية قريباً ستؤدي إلى مقتل عشرات الملايين قبل إتّخاذ الإجراءات لمكافحتها، وأتحفَنا بأنّ البشرية على موعد مع 335 داءً جديداً قاتِلاً.

نحن لا نسمح لنفسنا أن نُشكّك في ما يطلع به العلماء من نظريات ولكننا نسألهم: بما أنكم قادرون على معرفة الموجات الفيروسية القاتِلة التي ستجتاحنا تباعاً إبتداءً من الأسابيع المقبلة فهل أعددتم العدة لتقليل أضرارها إن لم يكن للقضاء عليها؟ وبما أنكم تعرفون تركيبتها ونشأتها فلماذا يتعذّر عليكم إيجاد السبيل إلى مكافحتها؟

سابقاً توصّل العلم إلى إيجاد الأدوية واللقاحات التي تحدّ من خطورة الجائحات، مثل الطاعون الآخر الذي ضرب إبتداءً من مرسيليا في فرنسا العام 1720 والكوليرا التي حصدت أرواح الملايين عام 1820 والإنفلونزا الإسبانية التي قضت على نحو مئة مليون في العام 1920 (لاحِظ التوافق الزمني مع العشرينات من كلّ قرن).

إلى أن ضربتنا الكورونا في العام 2020 الماضي وروّعت ولا تزال ثمانية مليارات إنسان. فأيها العلماء المُحترمون، ماذا فعلتم في هذه المواجهة وبين أيديكم من الإمكانات والقدرات والتطوّر العلمي ما كان ليحلم به أسلافكم؟!.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *