حسناً، لا بأس..

Views: 451

إسحق بندري

(مصر)

الإشكالية لا تكمن في ضياع وقتٍ ما، أو سنواتٍ مسروقة من العمر..

فهي معضلة كل البشر على كل حال..

المعضلة ليست حزنًا يضطرم تحت رماد الصمت..

فأسبابه لن تقتصر على إنسان أو زمان أو مكان..

إنما بيت القصيد كله في حالة الغضب العارم المتوقد..

إعادة تفكيك المشهد العبثي إلى عناصره الأولى لا تزيده إلا تأججًا..

الغضب هو الشعور الإنساني الأكثر قبحًا..

وأسوأه هو غضب الإنسان من نفسه، من غباء عقله، من سوء تقديره، من خطأ حساباته، من زيف توقعاته، من اندفاع مشاعره، من تجرده عن كل ما تمسك به، من هدمه السريع لأسوارٍ بُنيت طوال سنوات، من إغفاله ملامح التغير، من انعدام حسمه، من تشبثه بالمُحال، من اعتقاده، من افتراضه..

والأسوأ هو الإقرار التام أن انفجار نوبات الغضب إنما فقط يفاقم من عبثية مشهد لا يحتمل المزيد من العبث..

لكن هل يتوقف العقل عن إعادة تفكيك عناصر الرواية؟ لا أظن..

هل ستحتمل الروح هذه العملية المعقدة من اجترار تفاصيل صاخبة والإمعان في تلمس نقاط الضعف، في النفس قبل الآخرين؟ لا أظن أيضًا..

قتامة المشهد على كل حال تدعو لمزيد من التأمل..

الخطأ بيّن والصواب بيّن، والمساحات الرمادية بينهما ليست مبررة على كل حال، الجدل وحده غير مُجدٍ..

لا بأس..

لا فرق ..

ولا حاجة ..

كلاكيت ..

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *