في رحيل رجل القانون والمؤسسات سليمان طرابلسي

Views: 15

د. فادي جورج قمير

 الوزير “الآدمي” القاضي سليمان طرابلسي كما عرفته، والذي سيتذكّره ديوان المحاسبة وستتذكره وزارة الطاقة والمياه وكل لبنان ومُحبّيه بأنه لبناني أصيل شرّف العمل المؤسساتي بممارسته وتواضعه وبعطاءاته وفكره وانجازاته.

رجل قانون ورجل دولة، عرفته صاحب رؤية ومناقبية. 

قلّ نظيره بين الوزراء، إذ بعد سبعة وعشرين عامًا في الادارة اللبنانية كتبتُ عن وزيرٍ واحدٍ ألا وهو المرحوم جورج فرام، والآن، بغصّة كبيرة، أتذكّر الوزير القاضي سليمان طرابلسي. 

 عرفته عن قرب عندما عُينت عام 1999 مديرًا عامًا في المديرية العامة للتجهيز المائي والكهربائي آنذاك. 

كان القاضي سليمان طرابلسي وزيرًا للموارد المائية والكهربائية في زمن حكومة دولة الرئيس سليم الحص. كان يأتي باكِرًا الى مكتبه ويُنجز بريده يوميًا في الصباح، حيث كنت ألتقيه في مكتبه يُنجز بريده بنفسه، غير مُحاط بمستشارين أو وسطاء. كان يلتقي مع المديرين العامين في الوزارة للتباحث بشؤون العمل والاطلاع على كل شيء. 

أذكر يومًا أنه سلَّمني قرار مجلس الوزراء “رقم 1” لكي تُعدّ كل وزارة خطة عملها قائلاً لي: “دكتور قمير، نحن نريد منك أن تقوم بهذا العمل ونحن كلنا نعوّل عليكم كثيرًا في إعداد خطة ناجحة ومُشرّفة للبنان”. 

هذه الخطة العشرية التي تبنّتها حكومة دولة الرئيس سليم الحص في عهد فخامة الرئيس العماد اميل لحود. وقد صدرت عن مجلس النواب بموجب قانون وتبنّتها أيضًا حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أثنى عليها. 

وبدأت رحلة الألف ميل. ففي فترة ستة أشهر تجوّلنا في كل المناطق اللبنانية للوقوف على الحاجة من المشاريع الانمائية الكبرى وتحديد الموقع الأفضل لكل منها ولا سيما مشاريع السدود. (link)  

لكن الكلام هنا ليس لتبيان ذلك وإنما للتاريخ أنَّ معاليه دعم إعداد خطة حديثة تلبّي متطلبات…

***

(*) صحيفة “النهار”

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *