من ديوانية كمال الصليبي (IIII)… عن بيروت وأهلها

Views: 411

سليمان بختي

روى لنا المؤرخ كمال الصليبي في ديوانيته ذات صباح احد عن علاقته ببيروت قال:

” منذ عام 1943 وانا اقيم في هذه المدينة وادرس في مدارسها وجامعاتها واماكنها. اول لقاء لي مع المسلمين كان في بيروت وارتبط الامر بذهني مع شجرة الياسمين التي تعربش في الباب الخارجي وتنك ورود القرنفل المرصوفة فوق برك المياه داخل حدائق المنازل. وكنت اطرب لسماع الاذان مثلما كنت احب ان اسند ظهري الى عامود الجامع الاموي في دمشق.

المؤرخ كمال الصليبي

 

كنت اصغي للمدائح النبوية مساء كل خميس في مسجد الداعوق في شارع بلس الملاصق لبيتي حتى حفظتها غيبا، ورأيت انها قريبة من الطقس البيزنطي. حتى انني زرت المسجد ذات خميس وسألت شيخ الجامع اذا بامكاني ان اسمع هذه المدائح عن قرب فرحب بي. ولما وجدني اردد الكلمات مع المجموعة حتى اقترب مني متعجبا من حفظي ومن سلامة صوتي وقال: بامكانك الانضمام الى الفرقة. وهكذا اصبحت كل خميس اجوّد المدائح واترنمها. ذات خميس انشغلت بأمر فأرسل الشيخ في طلبي… وأطلق ضحكة من قلبه”.

الرئيس صائب سلام

 

 واكمل متحدثا عن صداقاته مع العائلات الاسلامية  في بيروت آل الخالدي آل سلام. وتذكر الصداقة التي جمعته مع الرئيس صائب سلام الشجاع ورجل الموقف. وكان قوته  في كلمة لا اكثر من كلمة نعم ويتذكر كيف كان يناديه بلهجته البيروتية: كامال. وانه اكتشف في ارشيف مكتبة يافت في الجامعة مخطوطة مذكرات ابو علي سلام وكان في صدد تحقيقها بالتعاون مع نواف سلام ليفاجأ بعد اسابيع قليلة بظهورها  محققة في كتاب من قبل د. حسان حلاق… آل سلام يعرفون كيف يحافظون على الصداقات. اما المدينتان اللتان احبهما دائما فهما اسطنبول والاقصر في مصر.

هل يعاوده الحنين الى السفر؟ قال: “سفري الوحيد هو في الكتب والوجوه والايام”.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *