أنثى بلا معالم
غاده رسلان الشعراني
من كَتَبَها
أنبَضَ حبرَه بالمُستحيل …
من مَزَّقَ عريَها
لوَّثَ لوحاتِهِ بأشلائِها
وخرَّشَ أسماعَ الآفاق …
أمَّا الذي طوى ملامِحَها
ضيَّعَ بذورَها في أرضٍ خَراب …
و الذي تنهَُد على محارِثِها
سَفَحَ ماءَ ينابيعِها …
بينَ المُتَيَّمِ والمُتَبرِّجِ
ضاعَتْ مَساعي أنوثَتِها الشَُاهِقَة …
بينَ المُتولِّهِ و المُعانِدِ
تبدَّدَت بوحاتُ رجاءاتِها الشَّهيدة …
يا مَفيضاتِ النُّورِ
في الهالاتِ الجامِحَةِ
و نثيراتِ الزُّهور
في منابتِ العشبِ الخصيب
تراتيلُها باتَتْ بائدةً
و دُعاءَاتُها تصيَّرتِ انفلاتاتٍ غبيَّة
تَزَلزَلَتْ أرضُها
فَتَشَلَّعَتْ جذورُ البهجةِ …
تَبَركَنَتْ فوهاتُ الرُّؤى
فأعمَتْ بصائرَ النُّجوم …
هاكَ قمرُها المراقِب
يُريها وجهَهُ الكامِد …
صَمتُه نقشٌ مبينٌ
صَوتُهُ بلا شمس
كَبِلادٍ من تجاعيدٍ
كَمَخاضٍ بلا جنين …