فتحي كليب: نحن شعب يعشق الحياة ومسيرة أم الفحم صرخة في وجه سياسات التمييز العنصري

Views: 247

استضافت “اذاعة لبنان” عضو المكتب السياسي لـ”الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين” الباحث فتحي كليب ضمن برنامج “طريق العودة” الذي يقدمه الاعلامي يعقوب علوية. وتركز الحوار على “قضايا مسيرة ام الفحم وممارسات الاحتلال وقضية الاسرى وبعض الابداعات الواردة من بعض المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية”.

واشار كليب الى ان “سلطات الاحتلال الاسرائيلي تعتمد على مجموعة من القوانين العنصرية في تعاطيها مع الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة عام 1948، وبعض هذه القوانين يعود الى الايام الاولى للنكبة. والقضية الاساس بالنسبة للجماهير العربية هي مسألة التمييز العنصري الذي تم تشريعه بشكل رسمي في قانون القومية اليهودية عام 2018، وهو قانون قدم دولة الاحتلال على حقيقتها باعتبارها دولة تمييز عنصري بامتياز. وقد وصلت سياسات التمييز بحق الجماهير العربية الى درجة تشجيع الجريمة في الوسط العربي وغض النظر عن بعضها من قبل الشرطة والمحاكم الاسرائيلية، بهدف ضرب النسيج الاجتماعي للمجتمع هناك، بطريقة تختلف عن طريقة التعاطي مع المجتمع اليهودي. بل ان الشرطة الاسرائيلية في كثير من الاحيان هي من كانت تشجع على الجريمة بهدف المس بالاستقرار الاجتماعي للمجتمع الفلسطيني”.

وقال: “إن الهدف الاساس من جميع الممارسات العنصرية التمييزية الاسرائيلية هو تهجير الفلسطينيين من ارضهم وجعل البقاء داخل “الدولة الاسرائيلية” امرا مستحيلا، وهذه القضية تشكل قاسما مشتركا بين جميع مكونات المجتمع الاسرائيلي. رغم انهم يحملون البطاقات الاسرائيلية ووجودهم في ارضهم هو امر سابق لوجود الكيان بجميع مكوناته، وبالتالي غير ان امر التهجير جرب في الكثير من المرات، لكنه فشل على صخرة صمود الشعب الفلسطيني المتجذر والصامد في ارضه وممتلكاته، رغم كل الاساليب والممارسات التي ترتكب بحقه من قبل الاجهزة الامنية والشرطية الاسرائيلية”.

ولفت الى أن “الهيئات الفلسطينية في الاراضي المحتلة عام 1948 وفي مقدمها لجنة المتابعة العليا، كانت دائما تدعو الشرطة الى التدخل واتخاذ اجراءات بحق العابثين بأمن المجتمع واستقراره، غير ان الاجهزة الامنية دائما ما كانت تتجاهل هذه الدعوات، حتى وصل الامر الى تنظيم تحركات جماهيرية توجت بالمسيرة الكبرى التي شهدتها مدينة ام الفحم، في تعبير عن رفض السياسة التي تتبعها الاجهزة الامنية والشرطة الاسرائيلية تجاه الجماهير العربية، والدعوة الى تطبيق ما يسمى بالقانون الاسرائيلي، خصوصا في شقه الجنائي وملاحقة كل مخل بالامن الاجتماعي للمجتمع”.

وحيا كليب “الاسرى الذين يستعدون لتصعيد تحركاتهم بعد ان تراجعت ادارات السجون عن الاتفاقات التي حصلت معهم في وقت سابق، والتي شكلت انتصارا كبيرا للاسرى في ذلك الحين، بعد ان استجابت ادارة السجون للجزء الاكبر من المطالب. لذلك ندعو اليوم جميع الهيئات الدولية وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الاحمر من اجل الضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالب الاسرى وفي مقدمتها توفير لقاحات آمنة وباشراف دولي، اضافة الى تأمين العلاج للمرضى وتسهيل الزيارات العائلية وغير ذلك من مطالب انسانية”.

وعن ممارسات الاحتلال، قال: “في النهاية نحن نتحدث عن احتلال وليس اي احتلال، انه الاحتلال الاسرائيلي الذي يمارس العنصرية والارهاب في ابشع صورهما وبشكل يختلف عن اي احتلال شهده العصر الحديث. واليوم كل ما يقوم به هذا الاحتلال، جنود ومستوطنون، مصادرة وسرقة اراضي وهدم منازل، اعتقال وقتل، كل هذه الممارسات تصنف تحت خانة جرائم الحرب، وبالامس وافقت المحكمة الجنائية على فتح تحقيق رسمي في جرائم حرب في الأراضي الفلسطينية المحتلة. والمطلوب من المحكمة مواصلة هذا المسار الايجابي، والسلطة الفلسطينية بدورها معنية بمواكبة هذه العملية، وصولا الى وضع قادة الاحتلال امام المحاكمة الدولية، بعيدا عن سياسة الابتزاز التي تمارسها الولايات المتحدة الاميركية”.

وعن بعض الابداعات التي تحصل في الضفة الغربية في اطار اعمال ثقافية تروج للمنتجات المحلية الفلسطينية ودور المراة في ذلك، قال: “نوجه التحية للمرأة الفلسطينية المناضلة لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لأخت وزوجة وابنة الشهيد والاسير، على ما تقومن بها من ابداعات نعتز بها كون المرأة الفلسطينية مدرسة نضالية عملت ولا زالت لا تخرج الاجيال الذين يواصلون رفع راية النضال الوطني، وهي التي كانت شريكة الرجل في اطلاق شرارة النضال الفلسطيني وما زالت تواصل مسارها الثوري باعتبارها احدى اعمدة الدولة الفلسطينية المقبلة. وما تقوم به المرأة الفلسطينية وكل فئات المجتمع الفلسطيني يؤكد اننا شعب يحب ويعشق الحياة رغم ما يحيط به من قتل ومعاناة بسبب الاحتلال، لكن تبقى هناك مشاهد مضيئة تؤكد تعلق الشعب الفلسطيني بهذه الارض، وما تقوم به المرأة في فلسطين تاتي في وقت تشهد فيه مسألة مقاطعة المنتوجات الاسرائيلية تقدما ملحوظا، وهو امر يجب تعميمه على طريق الخلاص من الاحتلال والمحتلين وتحقيق الحلم الفسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *