تابت يطلق ورشة إعادة إعمار المناطق المتضررة في انفجار المرفأ

Views: 811

 أطلق رئيس اتحاد المهندسين اللبنانيين النقيب المعمار جاد تابت، في مؤتمر صحافي عقده ظهر اليوم في النقابة، ورشة عمل عن “إعادة اعمار المناطق المتضررة جراء انفجار المرفأ” ضمن رؤية وطنية للتنمية المستدامة، في حضور الرئيس المدير للمؤسسة العامة للإسكان المهندس روني لحود، المدير العام للآثار في وزارة الثقافة سركيس خوري، رئيس مؤسسة الجادرجي للعمارة والمجتمع المعمار حبيب صادق، ممثل لجنة كليات العمارة في نقابة المهندسين في بيروت المعمار مارون دكاش، وأعضاء من مجلس النقابة.

تابت

وتحدث النقيب تابت فرأى “ان الانفجار شكل حدثا مفصليا في تاريخ لبنان وعاصمته بيروت”، وقال: “منذ اللحظات الأولى للانفجار تجند المهندسون لمعاينة الاضرار ومساعدة سكان الاحياء المنكوبة وأعلنت نقابة المهندسين خطة طوارئ لمواجهة آثار الفاجعة. فأطلقت مسحا ميدانيا للأضرار شارك فيه أكثر من 350 مهندس متطوع كشفوا على أكثر من 2500 مبنى وأصدرت توصياتها بالنسبة الى المباني المهددة بالانهيار والتي ينبغي تدعيمها او اخلاؤها او عزلها وسلمت هذه التوصيات الى بلدية بيروت وخلية الطوارئ في الجيش، وتطرقت الى أوضاع المباني الاثرية بالتعاون مع المديرية العامة للآثار”.

وأضاف: “بادرت نقابة المهندسين، بالاشتراك مع كليات العمارة في لبنان ومؤسسة الجادرجي للعمارة والمجتمع الى اصدار اعلان بيروت العمراني الذي يطرح نظرة رؤيوية حول سبل إعادة تشكيل المناطق المتضررة جراء الانفجار. ويشكل هذا الإعلان نقطة انطلاق من اجل وضع صيغة متكاملة لإعمار هذه المناطق وتأهيل التراث وحماية النسيج الاجتماعي والحفاظ على خصوصيات المنطقة وهويتها العمرانية والثقافية وإعادة صوغ العلاقة بين المرفأ ومحيطه المديني”.

واوضح انه “بعد إطلاق اعلان بيروت العمراني في شهر تشرين الأول الماضي شُكلت فِرَق عمل من نقابة المهندسين والجامعات انصبت على معالجة المحاور الأساسية التي تضمنها هذا الإعلان”.

وتابع: “تأتي ورشة العمل هذه التي تنظمها النقابة ولجنة الجامعات، بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمؤسسة العامة للإسكان، لتطلق نقاشا معمقا حول عدد من القضايا الأساسية المتعلقة بإعادة الاعمار.

وستعقد الورشة في نقابة المهندسين وعبر الفضاء الافتراضي في 12 آذار و13 و14 منه وسيشارك فيها العديد من الخبراء اللبنانيين والدوليين وستوفر ترجمة فورية باللغة الإنكليزية والفرنسية بالإضافة الى اللغة العربية.

وستعالج الورشة تأثير الازمة الاقتصادية والمالية على سياسات النقل في لبنان والمبادرات من اجل تطوير سبل التنقل السلس، وواقع السكن والإسكان اليوم وسبل إيجاد خطة تسمح بإنتاج السكن الميسر، واحتمالات تطور مرفأ بيروت انطلاقا من الواقع الجيوسياسي في الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وسبل تطوير العلاقة بين المرفأ والمدينة.

وستعالج ايضا سبل حماية وإعادة تأهيل النسيج العمراني والتراثي والثقافي وبلورة مخطط توجيهي لإعادة اعمار المناطق المنكوبة”.

وقال: “يشرفنا ان يحظى هذا النشاط بدعم الحكومة الفرنسية ومنظمة اليونسكو للثقافة والتعليم والاتحاد الدولي للمعماريين. وسيشارك معنا في الجلسة الختامية المسؤول المكلف لدى الحكومة الفرنسية لتنسيق المساعدات الدولية للبنان السفير بيار دوكين، المدير العام المساعد للثقافة في منظمة اليونسكو السيد ارنستو اوتوني، رئيس الاتحاد الدولي للمعماريين السيد توماس فونيه، المدير المساعد لوزارة التحول البيئي الفرنسية السيد ايمانويل دي لانفرسان، ورئيس هيئة المعماريين العرب الدكتور ايلي حداد”.

وختم: “سيتبع هذا النشاط مؤتمر عام تنظمه نقابة المهندسين، بالتشارك مع كليات العمارة في لبنان في 10 و11 نيسان 2021 تطرح فيه وثيقة منهجية تشتمل على رؤية متكاملة لإعادة الاعمار وإنشاء مرصد دائم للقضايا العمرانية والمدينية على الصعيد الوطني العام”.

لحود

وقال المهندس لحود: “عندما اختار النقيب عنوانا لورشة العمل: لإعلان بيروت العمراني – ضمن رؤية وطنية للتنمية المستدامة، كان خيار صائب ويحمل الامل للأجيال العتيدة”.

وأضاف: “التحديات التي تواجهها البلدان تختلف اختلافا كبيرا بحسب المناطق: استمرار الفقر وعدم المساواة، الهشاشة الاقتصادية، البطالة، وخصوصا في أوساط الشباب، آثار النزاعات الدائرة والمستمرة في حالات ما بعد انتهاء النزاعات، الكوارث والآثار الناجمة علنها والتي وقعت أخيرا.
فالتنمية المستدامة هي نمط تنموي يمتاز بالعقلانية والرشد من حيث تقوم على تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية من جهة، والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية من جهة أخرى”.

وأشار الى “ان اهداف التنمية المستدامة، ضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار بحلول 2030 ووضعت 17 هدفا منها: القضاء على الفقر بجميع اشكاله في كل مكان، والقضاء على الجوع وتحقيق الامن الغذائي وتحسين التغذية وتعزيز الزراعة المستدامة، وضمان حياة صحية وتعزيز الرفاه للجميع وبناء البنية التحتية المرنة”.

وأوضح “ان الهدف الحادي عشر جعل المدن المجتمعات المحلية والمستوطنات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة، وهذا يتطلب العمل من اجل جعل المدن آمنة ومستدامة، ضمان وصول السكان الى مساكن آمنة وبأسعار معقولة، وتحسين بيئة الاحياء الفقيرة والمستوطنات غير الرسمية. ويشمل الاستثمار في وسائل النقل العام، وإيجاد مساحات عامة خضراء، وتحسين نظم التخطيط والإدارة الحضريين لتكون شاملة للكافة وتشاركية”.

وتابع: “لأي كان تجاهل بعض الحقائق على خلفية ما توفره المؤسسة، لكون وقف تقديم خدماتها انعكس سلبا على عدد من القطاعات التي يناهز عددها الستين، وتعاظمت ازمة العقارات، كما في الأسواق التجارية والصناعية والاعمال الهندسية والمفروشات والأدوات الكهربائية والمهن اليدوية المتصلة بحركة البناء والمقاولات بمختلف مراحلها حتى جهوزها للسكن من دون تجاهل ما تركته من آثار سلبية لجهة وقف او تأجيل مواعيد الزواج ومساعي تثبيت اللبنانيين في أرضهم ومنع الهجرة والسعي الى الاستقرار العائلي والاجتماعي الذي بات مهددا”.

وأكد ان “لا نهوض ولا امن اجتماعيا الا بتحريك عجلة الإسكان”، كاشفا عن “تأسيس استراتيجية باتباع وتنفيذ سياسة اسكانية شاملة تحاكي الواقع والوضع المعيشي للمواطن ومستلزمات العيش بكرامة تحت سقف منزل لائق وتواكب ازمة السكن والوضع الاقتصادي وتزايد عدد السكان وسبل عدم التركيز على السكن في محيط بيروت الكبرى وسائر المدن اللبنانية خصوصا في ظل وجود 80% من المواطنين في المدن”.

خوري

بدوره، قال خوري: “ان هذا المؤتمر ليس بعيدا من مجريات العمل في نقابة المهندسين في بيروت التي واكبت حدث انفجار 4 آب منذ البداية، وكان لها دور قيادي في أعمال الخروج من هذه الازمة التي سقطنا بها، نحن في ازمة كبيرة قبل الانفجار فكيف الحري بعده، بالإضافة الى وباء كورونا جاء الانفجار”.

أضاف: “نحن كوزارة ثقافة تحركنا بتوجيهات معالي الوزير لان أكثرية المناطق المتضررة هي احياء تراثية بامتياز، وهي القلب النابض لمدينة بيروت ان على صعيد البناء التراثي او الصناعات الثقافية. إضافة الى النسيج العمراني، هناك النسيج الاجتماعي والثقافي الذي يعطي المدينة قلبها النابض، من هذا المنطلق وضعت وزارة الثقافة ميزانية شبه معلومة للتخفيف من الازمة ومواكبة عمليات الترميم. وضعنا تقريرا عن الاضرار القائمة والتي بلغت 30 مليون دولار عن الأبنية التراثية و5,1 ملايين دولار في الصناعات الثقافية التي تضررت جراء الانفجار، وعلى أساسها اطلقنا المرحلة الأولى وبدأنا اليوم بالمرحلة الثانية واطلق معالي وزير الثقافة حملة باتجاه المنظمات التي تعنى بالتراث والأثار في الدول الصديقة، فضلا عن الافراد المقتدرين الراغبين في المساهمة في هذه الحملة. والوضع ليس على ما يرام حتى اللحظة. نحن نبذل جهدنا على صعيد القوانين والتنظيم المدني وتتعاون مع جميع الأطراف ان كان نقابة المهندسين وبلدية بيروت او وزارة الاشغال. وكانت اطلقت خطة لإنقاذ الحياة الثقافية والتراث المعماري لمدينة بيروت، وشكلت فريق عمل”.

وشكر نقابة المهندسين على “تنظيم هذا المؤتمر بالتعاون مع المديرية العامة للآثار في ما خص الأبنية التراثية”.

صادق

الدكتور صادق توجه بالشكر الى النقيب تابت والمعنيين بتأسيس هذا الإعلان، مؤكدا انهم “لبوا النداء بعد الانفجار لمواكبة التطورات العمرانية”.

وقال: “يعمل هذا التحالف من اجل المصلحة العامة، ومن اجل الحق العام في هذا الموضوع، بمشاركة جامعات مثل: كلية الفنون في الجامعة اللبنانية، والالبا وجامعة
بيروت العربية وسيدة اللويزة والجامعة الأميركية وجامعة روح القدس – الكسليك والجامعة اللبنانية الاميركية”.

وأضاف: “بعد انفجار 4 آب المأسوي، وبمبادرة من لجنة كليات العمارة ونقابة المهندسين في بيروت ومؤسسة الجادرجي، عقدت الاكاديمية العلمية ونقابة المهندسين في بيروت اجتماع 10 آب، وعلى إثر اللقاء “تم اعلان بيروت” في منتصف تشرين التي تعتبر فرصة جدية لطرح القضايا حول الصعوبات والواقع الذي يعيشه، فضلا عن ان الشراكة بين الجامعات والنقابة تستطيع انتاج فكر واقتراحات تفصيلية باعتبارها انها ليست مجرد مدخل لإعادة صوغ مفهومنا لقضايانا الجدية عبر إعادة الاعمار وكل المحاور الأخرى”.

وتابع: “تم اعلان محاور توزعت على موضوع هوية المدينة والنتائج الاقتصادية والاجتماعية والتحديات ونظرة شاملة لإعادة تأهيل المناطق المدمرة وتأسيس المرصد العمراني”.

وقال: “اول مرة تحصل حركة فاعلة مع المؤسسات الدولية والمحلية لإنتاج فكر يسعى الى الحق العام خارج أي عمل لاي فئة عملية او طبقة تتعامل مع الواقع لطرح رؤى ونماذج مجموعة من طلابنا في الجامعة بدأوا بأخذ عينات من المناطق المتضررة والاقسام البحثية التي تعمل على المواضيع الحساسة”.

وختم: “سنطرح كل الأبحاث التي شاركت فيها الجامعات تحت سقف النقابة المكان الذي أطلقت “اعلان بيروت” شاركوا في نقاشات على مدى 7 أشهر مع النشاطات ستعلن نتائجها ببيان لطرح لن نكتفي بطرح أفكار عامة سنطرح مجموعة من القضايا النموذجية التفصيلية”.

الدكاش

وقال الدكتور الدكاش: “ان الدمار الذي حصل في 4 آب 2021 أعاد مكونات المدينة عموما والمنطقة المنكوبة خصوصا، ضمن خطة بيان تم العمل عليه منذ آب الماضي”.

وعرض “المراحل التاريخية للمدينة والتي ترتكز على نسيجها الاجتماعي والاقتصادي والمعماري لوضع خطة معاصرة لإعادة النظر في المنطقة المدمرة في مدينة بيروت”.

أشار الى “ان هذه الخطة ناتجة من مكونات المجتمع المحلي المدني والمعماري للمدنية، وتهدف الى عرض هذا التاريخ من الخدمات المعاصرة بغاية تنشيط الحركة الاقتصادية المحلية للمدينة”.

وأضاف: “من هذا المنطلق، ان البيان المعماري – المدني “اعلان بيروت العمراني”، الذي ستعرض نتائجه الشهر المقبل هو نتيجة لعمل أقيم بين زملاء من جميع جامعات العمارة في لبنان وزملاء من النقابة، مكون من 5 محاور أساسية لاعادة النظر في المناطق المنكوبة بعد 4 آب، هي:

المحور الأول: هوية المدينة.

الثاني: النتائج الاقتصادية والاجتماعية والتحديات التي ينبغي مواجهتها.

الثالث: نحو نظرة شاملة لاعادة تأهيل المنطقة المدمرة.

الرابع: تحديات حماية وإعادة تأهيل للنسيج التراثي العمراني وإدارة وتنظيم التخطيط وإعادة الاعمار”.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *