حليمة الميليشيات

Views: 251

خليل الخوري

الفيديوات المُتداوَلة حول تدريب عناصر حزبية على السلاح تدعو إلى كثير من التساؤل وأيضاً إلى حذر كبير. من سنتين، على الأقلّ، ونحن نُحذّر من أنّ المعلومات المُستفاضة المتوافرة عن التسلّح وعودة حليمة الميليشيات إلى عادتها القديمة لم تعد مجرّد شائعات، إنما هي واقع ملموس. وإذا كان أحد الأحزاب حرص على تعميم صور لتدريباته على السلاح والقتال، فإنّ غيره يُدرّب ويحتفظ بالصور لنفسه. يطرح هذا الواقع سلسلة ملاحظات لا بدّ منها:

أوّلاً- أين هي الحقيقة في المعلومات المتوافرة في جعب الأجهزة؟ الجواب المُتداوَل أيضاً يُفيد بأنّ مسألة التسلّح مكشوفة ومعروفة بأدقّ تفاصيلها لدى الأجهزة. ولم يكن عبثاً أنّه تمّ تسريب وثيقة عن أحدها، قبل أيام معدودة، تُحذّر من الأسوأ وقد ورد فيها ما حرفيته: «توافرت معلومات أنه بالتزامن مع التدهور الإقتصادي والمالي، تمّ التداول بمعلومات عن التحضير لتصعيد كبير في الشارع، ومن الممكن ظهور مسلّح (…) والأمور ذاهبة نحو فوضى وتخريب وإستخدام السلاح في الشارع وأعمال نهب وسرقة وتصفية حسابات (…) وأنّ التنفيذ أصبح بين ليلة وضحاها»!

ملاحظة: أليس هذا ما بدأ يظهر فعلاً في غير منطقة ومكان؟!

ثانياً- هل تناهى إلى آذان المسؤولين الأمنيين والسياسيين أنّ بعض الأحزاب إستحضر آلاف البزّات العسكرية الجاهزة وأيضاً أقمشة من النوع ذاته جرت خياطتها في لبنان وتمّ توزيعها على مراكز حزبية؟

ثالثاً- أصلاً، إنّ الميليشيات التي سلّمت سلاحها، أو ما تيسّر منه، في تسعينات القرن العشرين الماضي، وباعت قسماً منه من جهات ودول خارجية، لم توقف التدريب إلا في فترات محدودة. إلا أنها كثّفت جهودها في الآونة الأخيرة، وبالأدقّ منذ بضعة أشهر. وباختصار فهي عادت ميليشيات واستعادت الزي النظامي بسرعة أكبر من تلك التي خلعته بها…

رابعاً- في حديث مع مراسل أجنبي غادر بيروت أخيراً، وعد بأنه سيعود في القريب العاجل، «لأكون حاضراً في ما قد يستجدّ من تطوّرات» وكشف لأحدهم عن أنه صوّر مناورة وتدريباً لإحدى الميليشيات في بلد غير لبناني، وأنّ التدريب اقتُصر على القيادات لأن هؤلاء سيتولّون بأنفسهم تدريب العناصر بعد الكوادر. وختم أنه اتفق مع قيادة الميليشيا التي أشار إليها على عدم نشر الفيديو والخبر إلا بعدما يتلقى إشارة منها.

ما يتردّد أعلاه يُراوح بين الحقيقة الصارخة المُصوَّرة والمبالغة. ولكن من حقّ اللبنانيين أن يعرفوا، فهل تتفضّل جهة معنيّة بتنويرهم؟

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *