رسائل إلى أمي… الرسالة العاشرة: عيد الأم

Views: 404

رندلى جبور

أي عيد وأنتِ لستِ هنا يا أمي؟ عيدُ أم بلا أم… وهل أصعب؟

كيف نهدّئ دموعنا؟ كيف نتحمّل هدوء هذا اليوم فيما كنا نملؤه معك بعجقتنا، بالهدايا التي كنتِ تفضّلين أن لا نحملها إليك لكي لا نصرف أموالنا إلا على أنفسنا.

أمي، هو أول عيد أم بلا أنتِ. بلا فرحتك بنا حولك. بلا خفرك وأنت تفتحين الهدية وتقولين لنا: لشو تعذّبتو، ما كان فيه لزوم. بلا رائحة الطعام الذي كنت تُعدّيه بحب. بلا انشغالك الهادئ بكل تفصيل ليكون العيد كاملاً بلا خطأ. حتى في عيدك، كنتِ تفضّلين التعب لكي نرتاح نحن، لنكون فرحين.

أمي، ها أنت اليوم في راحتك الابدية بعد تعب كثير. وها أنت في غيابك، الحاضر الأكبر. أنت حاضرة يا أمي ولم تفارقينا. بل لعلّك اليوم أكثر حضوراً، أغزر نوراً!

أعايدك أمي لتبقي معنا. في صباحاتنا وصلوات ما قبل النوم. في يقظتنا وفي أحلامنا. في إنجازاتنا والاخفاقات. في ابتساماتنا والدموع. في واقعنا والذكريات. تتابعين تفاصيلنا وتجعلينها أحلى. تواكبين يومياتنا وتتدخلين لتكون أفضل. تحضرين عند كل حاجة. ترسلين إشاراتك كلما أردنا إشارة.

أمي، نشتاق نعم، ولكننا مؤمنون أنك بيننا رغم الغياب.

نَحِنّ إلى تفاصيلك الدنيوية نعم، ولكننا واثقون أنك ساكنة في تفاصيلنا.

نفتقد صوتك وصورتك نعم، ولكن روحك ترافقنا في كل خطوة.

نريدك معنا نعم. ولكنك من حيث أنت معنا!

أمي، أغمرك وأكرّس لك فكري وقلبي وصلاتي… هذه هي هديتي لك لهذا العام، بل لكل يوم منذ ذاك التشرين الأليم. أما هديتي منك، فهي اتصال صديق ليقول لي عشية عيد الأم: “أمك أنقذتني من حادث مأساوي”.

فشكراً على حضورك الساطع أيتها الملاك الجميلة!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *