نكهتي فلسطينية يافية

Views: 432

 رشا بركات (رايتش)

أنا إسمي ميسرسرَي، ولدت في مدينة يافا العريقة التاريخية، عروس فلسطين، وعائلتي من سكانها منذ ما قبل النكبة.

اشتهرت بشغفي للطهو، في الحقيقة كان طعام أمي يدهشني وغنى المطبخ الفلسطيني جعلني أعي أهمية التراث والحفاظ عليه في ظل الإحتلال.

والدي رحمه الله كان يعمل لحاماً مما جعلني أيضاً أقرر أن أمتهن الطهو وأتخصص بالمطبخ الفلسطيني بشكل عام واليافي بشكل خاص إضافة إلى تطويري لذاتي وتعلمي المطبخ العالمي وكذلك اللغات.

أنا نكهتي فلسطينية يافية…

 هي ميسر، هي إمرأة ناضلت بطريقتها لتتحدى وجود جديد لم يكن في السابق قط. لتبذل جهداً وتصرخ صرختها التي امتزجت مع نكهة عشق الأرض والدفاع عن بقائها.

هي نكهتها فلسطينية يافية…

 أحن إلى خبز أمي…

لقد حنَ الشاعر الفلسطيني محمود درويش إلى خبز أمه وحنت ميسر كذلك إلى خبز أمها التي تميزت بسفرتها الفلسطينية، بمائدتها التي تحاكي الأرض وتنطق حضارة وفن…فصارت “شيف” يافا.

مع حلوى القزحة بحبة البركة بعد تناول المسخَن، راحت أنامل ميسر تطرب لسماع الحسون في بيسان الذي أتى لاهفاً إلى يافا ليغرد من شجرة البرتقال ويطلب يد عشيقته الحسونة التي تتمختر دوماً على الشاطىء اليافي معلنةً حريتها برغم شعورها بالأسر…

ميسر أصرَت على الحفاظ على هويتها حتى لو كانت تتقن لغة المحتل أيضاً، فهذا أمر واقع لا تستطيع هي أن تغيره. لكن، ما فعلته أعمق وأهم من ذلك. هي اجتهدت، هي كدحت، هي حملت على عاتقها الأمانة وتعبت لكي تطعم كل مدينة يافا والجوار لقمة البلاد المغتصبة.

يا زريف الطول، تذوق طعامك، هذي أرضك، هذا تراثك…والشيف ميسر لازالت تطهو أجمل مأكولات البلاد المحتلة بأنامل “فلسطينية”، وتكريس فلسطيني، وبروح تناجي الكون ليسمعها

 وتقول: أنا نكهتي فلسطينية….

التاريخ: 11/ 03/ 2021

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *