المطران طربيه في عيد البشارة في سيدني: ما يجمع المسيحية والإسلام أكثر مما يفرق بينهما

Views: 791

احتفل المجلس الاسترالي- اللبناني برئاسة راعي الابرشية المارونية المطران انطوان شربل طربيه بعيد بشارة السيدة العذراء في دار المطرانية المارونية في سيدني.

شارك في المناسبة قنصل لبنان العام شربل معكرون، راعي أبرشية الروم الكاثوليك المطران روبير رباط، مطران الكلدان اميل نونا، ممثل دار الفتوى الشيخ مالك زيدان، ممثل عن طائفة الموحدين الدروز، النائب الابرشي المونسنيور مارسلينو يوسف، رئيس دير مار شربل الاب شربل عبود، عضو بلدية كوغرا سام المير وممثلو أحزاب وتيارات وجمعيات.

بدأ الاحتفال بالنشيدين اللبناني والاسترالي ثم الوقوف دقيقة صمت عن أرواح شهداء مرفأ بيروت، فقراءات وصلوات من وحي المناسبة تلاها قنصل لبنان العام شربل معكرون ورئيسة سيدات الانجيل زيتا الدويهي. ثم قرأ المطران طربيه النص الذي وقعه قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس ومفتي الازهر الشريف الشيخ احمد الطيب مع اعضاء المجلس وهم الدكاترة مصطفى علم الدين وممدوح مطر وعماد برو، وعادل الحسن وانور حرب.

طربيه

والقى المطران طربيه كلمة قال فيها: “نلتقي اليوم لنحتفل معا بمناسبة فريدة وعزيزة على قلوب اللبنانيين مقيمين ومنتشرين، مسلمين ومسيحيين ودروزا، انها عيد البشارة، بشارة الملاك جبرائيل للعذراء مريم بالحمل الالهي، والذي أصبح عيدا وطنيا رسميا في لبنان منذ سنة 2010. ويحتل هذا العيد المرتبة الاولى بين ترتيب الاحداث التي قادت الى التجسد الالهي وميلاد الرب يسوع. فلولا البشارة وحلول يسوع في أحشاء مريم بقوة من الروح القدس، لما كان هناك من عيد الميلاد أو الفصح وما كنا لنلتقي لنحيي هذه المناسبة المباركة”.

أضاف: “في هذا المساء تجمعنا العذراء مريم، لنتأمل بطاعتها وتسلميها لارادة الله القدوسة، ونقتدي بمثالها فيعيش لاهوت التسليم في المسيحية كما في الاسلام، فيشكل ايماننا بالله وتسليمنا لارادته الطريق الصحيح للحريات الدينية والحوار والمصالحة واحترام الاخر”.

واعتبر أنه “كما دعا الملاك العذراء مريم الى الدخول في مشروع الله الخلاصي، انه يدعو كل واحد منا اليوم وفي هذا المكان بالذات، ليقبل نعمة من الرب، وليصبح مباركا بين الناس، ومباركة الثمار الجميلة التي سنحملها بعد هذا اللقاء الاخوي الجامع. فهل نحن واعون لهذه الدعوة وهذه الرسالة؟ هل نعي أهمية التلاقي والانسجام والحوار في مجتمعنا، والتي منها تنطلق رسالة المصالحة الحقيقية المبنية على العدالة والسلام؟”.

وأكد أن “المصالحة الحقيقية، تتحقق من خلال تكوين مجتمع جديد قائم على خدمة الآخرين والقبول بالاخر المختلف، واحترامه في معتقداته وحياته وليس على الرغبة في الهيمنة او العدائية، فالمصالحة تعني أيضا بناء مجتمع يقوم على مشاركة ما نمتلكه مع الآخرين، بدلا من أن يناضل كل فرد بطريقة أنانية في سبيل الحصول على أكبر ثروة ممكنة؛ أن المصالحة الحقيقية تبني مجتمعا تلتقي فيه الاديان لخير الانسان ورقيه: مجتمعا بقتنع أبناؤه بأن عملية السلام هي التزام يدوم ولا يتغير، لأن البحث عن الحقيقة والعدالة يحتاج الى صبر وصمود والتزام. وتبقى المصالحة محطة لتكريم والشهداء وذكرى الضحايا البريئة، وبالوقت عينه تفتح حياة البشر والمجتمعات، خطوة بعد خطوة، على رجاء مشترك، ومستقبل أفضل ضد كل موجات العدائية والانتقام”.

واستشهد بقول البابا فرنسيس في رسالته الرعوية: “كلنا أخوة إن الأديان المختلفة، انطلاقا من اعترافها بقيمة الإنسان باعتباره مخلوقا مدعوا ليكون ابنا أو ابنة لله، تقدم مساهمة قيمة في بناء الأخوة والدفاع عن العدالة في المجتمع. ولا يتم الحوار بين أتباع الديانات المختلفة بدافع الدبلوماسية أو اللطف أو التسامح. أن هدف الحوار هو إقامة الصداقة والسلام والوئام ومشاركة القيم والخبرات الخلقية والروحية بروح من الحقيقة والمحبة”.

وتابع: “نحن اليوم في هذا اللقاء التاسع لعيد البشارة، وقد ألمنا أننا لم نستطع أن نلتقي السنة الماضية بسبب جائحة كورونا، نجدد قناعتنا بكل ما قاله قداسة البابا، وهذا بالفعل برنامج عملنا في المجلس الاوسترالي اللبناني لعيد البشارة، وأود في هذه المناسبة أن أوجه كلمة شكر لاعضاء المجلس الذين يتعاونون معي لتنظيم هذا اللقاء السنوي، وهم الاستاذ انور حرب، الدكتور مصطفى علم الدين، الدكتور ممدوح مطر، والدكتور عماد برو، والسيد عادل حسن، والسيد جوزاف عساف. وقد أراد أعضاء المجلس ان يكون هذا اللقاء، لقاء صلاة ودعاء، نرفعهما من ارض استراليا الحبيبة الى لبنان المنكوب وشعبه المعذب. وتريد اللجنة اليوم وفي هذا اللقاء الأخوي تبني الدعوة الى الحوار والاخوة التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس مع سماحة الشيخ محمد الطيب، مفتي الازهر الشريف، والتي نجد فيها منطلقات اساسية للسلام والعدالة والأخوة”.
ثم قرأ مع اعضاء المجلس نص الدعوة كما ورد في رسالة البابا فرنسيس “كلنا أخوة”.

وختم طربيه: “لا بد من التوقف عند حدث مهم خطف انظار العالم، ونجح أكثر من كل التوقعات وهو زيارة قداسة البابا الى العراق. وقد جاءت الزيارة لتؤكد للعالم أن ما يجمع المسيحية والاسلام هو أكثر بكثير مما يفرق بينهما وان مساحات التلاقي بينهما، هي اوسع مما يصوره العالم لنا، وان التفاعل الحضاري والثقافي بينهما هو غنى للبشرية جمعاء، وأن التعايش وقبول الاخر بصدق وسلام هو الطريق الصحيح للتعايش الصحيح لاننا بالفعل، كلنا أخوة”.

الشيخ نبها

ثم كانت كلمة لرئيس جمعية المبرات في استراليا امام مسجد الرحمن الشيخ يوسف نبها القاها الدكتور عماد برو قال فيها: “نلتقي اليوم مسلمين ومسيحيين من أجل الاحتفال برمز يجمعنا على الخير والحب والسلام والرحمة والحوار، يوم البشارة، وكلنا أمل أن تسود لغة الحوار والتعايش والسلام بين جميع المكونات والاطياف والمشارب في زمن يحاول كثيرون أن ينشروا لغة الحقد والكراهية والتطرف”.

ونوه بزيارة البابا فرنسيس الى العراق واللقاء الذي جمعه بالمرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني.

الشيخ زيدان

وتلا الشيخ مالك زيدان دعاء من وحي بشارة السيدة العذراء، وقال: “ارزقنا يا الله الخلاص لوطننا لبنان والمحبة في ما بيننا والتفاهم والحوار الصادق خصوصا بعدما ظهر في بلادنا ما لا تحمد عقباه”.

وشدد على “أهمية المحبة والوئام بين مختلف الاديان وأبناء الشعب اللبناني”.

والقى رئيس تحرير “النهار الاسترالية” انور حرب كلمة شكر فيها الحضور والمطران طربيه وأعضاء المجلس التنظيمي. ونوه بالمواقف الوطنية الجامعة للبطريرك الراعي. كما تحدثت الاعلامية هيفا شربل عن الاوضاع الصعبة التي يعيشها اللبنانيون.

وفي الختام، كانت صلاة تلاها المطران اميل نونا والشيخ ملحم عساف.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *