بلال شرارة… تبرٌ لا يأفلُ!

Views: 576

د. عماد يونس فغالي

 

قامةٌ ثقافيّةٌ عابرةٌ لكلّ مسافاتِ الأشخاص والانتماءات… منزّهٌ فطرةً عن صغائرَ تنخرُ الفكرَ في عوالمه!

بلال شرارة، أفقٌ هو، مَدُّهُ الشمسُ يطالها، في ما نثرَ من مِدادٍ على عاشقي الكلمة… في ما أثرى من أدبٍ على ممتشقي القلم… في ما أهدى من ثقافةٍ على طالبي العلم!

صفةٌ ميّزته، في رأيي خرجتْ على مألوف دوحة أهل المعرفة. وجهُه السمحُ، الطيّبُ القرب، جاذبٌ كلَّ حبيب، قال دومًا من غير كلام: “تعالوا يا مبارَكون، انهلوا، أنتم في حضرتي أخوةٌ تحبّون”! إليه جاؤوا يتلمّسون المعرفة، يتعرّفون مواضعَها الحقيقيّة، يستقون من منابعها الصفيّة ويرتقون!

اليوم، الوسطُ الثقافيّ يتجلببُ بالنعي، بالنحيب، البلالُ هامَ بالرحيل! تيتّمتِ الأنجمُ لاحت بالسواد. الأرضُ مثواه لبستْ أبهى حُلاها، حلّ فيها الجسدُ المعرفيّ، نطقتْ بالدرّ ترحابًا!

لتبقى ثورتُه على باطلِ الادّعاءات التي افترشتْ أديمَ الساحةِ الثقافيّةِ وقحةَ الرفعة المزيَّفة… ثورةٌ مقدّسة لن يخبو لها وهجٌ وحركتُه في بركة! في لبنانَ والترابُ تبرٌ عجائبيّ، يُنبتُ الحريّةَ قصيدةً ضوئيّة، امتداداتٍ عروبيّةَ الأصالةِ شدوًا على العالم!

لن تغمرَكَ أرضُ بنت جبيل إلاّ ذخيرةً مطوّبةً تهديها زادًا مستدامًا لحجّاج الرجاحةِ استزادةَ إنسانٍ يَنشدُ العلى!!

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *