الكتلة الوطنية

Views: 254

خليل الخوري 

أتابع بحماسة وفرح الحراك اللافت لحزب الكتلة الوطنيّة في مرحلة النهوض والاستنهاض الذي بدأ يتّخذ منحىً شعبياً إلى حدٍ ما. صحيح أن الكتلة كانت حزباً نخبوياً، وليس شعبوياً على الإطلاق، أما شعبيّته فكانت خارقة الطوائف والمذاهب من دون تراكم بطاقات الانتساب.

كان الإخوة في القيادة الجديدة قد عقدوا معي لقاءً مطوّلاً غداة إطلاقها، فكان حديث مصارحة صادقة ومحبّة صافية لا أستطيع أن «أطلع منهما» تجاه تلك القامة السياسية العملاقة للراحل الكبير ريمون إده، العميد بامتياز: عميد الديموقراطية الحقيقية الذي لم يعرف له لبنان مثيلاً، وعميد الأخلاق، وعميد البرلمانية، وعميد الثقافة الشاملة، وعميد العناد في المواقف، وعميد الذكاء، وعميد خفّة الظل (…). ولم يكن فقط عميد هذا الحزب، الذي يُسجَّل لعميده السابق كارلوس بيار إده، أنه تخلّى عن الوراثة العائلية فاستقال عندما تيقّن أنه عاجزٌ عن إحياء «الكتلة» التي تبقى معلماً مُشرقاً من معالم الحياة السياسية اللبنانية.

وأودّ أن أُعرب للقيادة الحالية عن ارتياحي كونها وضعت التطوير هدفاً (… وضرورياً بالتأكيد) من دون تجاهل الرمز والأصول والأساس المتمثّلة بريمون ووالده الرئيس المرحوم إميل إده الذي لا يزال يُثير الجدال حتى اليوم.

كما أود أن أنوّه بالنشاط الحزبي الذي أخذت تظهر معالمه، وآخره اللقاء الواسع مع كوادر الحزب بعد 24 ساعة من لقاء غبطة البطريرك بشارة الراعي، وأيضاً إطلاق قطاع الشباب والطلاب، والذي أكّد خلاله الأمين العام بيار عيسى «العمل على تشكيل جبهة لإسقاط المنظومة، والاعتماد على الشباب… والربط بين تاريخ الكتلة مُمثلاً بالكتلويين الذين عاصروا العميد ريمون إده وتاريخه المُرتكز على أولوية دور الشباب في بناء لبنان الجديد».

ومع الدعاء بالتوفيق، لا نشك في أن القيادة الجديدة تضع مصلحة لبنان في طليعة أهداف مسارها السياسي، خصوصاً كما رآها العميد ريمون إده صاحب الأفضال الكبيرة وأبرزها رفضه القاطع لاتفاق القاهرة، سيىء الذكر، ومطالبته بالقبعات الزرق على الحدود مع العدو، وقد خوّنه الغوغائيون والدجالون والمُزايدون يومذاك إلى أن أصبح هذا المطلب إجماعياً. وكذلك، مدرسته في المعارضة وأيضاً القوانين العديدة التي وضعها وأُقرّت في مجلس النواب، ومنها قانون السرية المصرفية الذي كان له الفضل في تحويل لبنان إلى سويسرا الشرق، عندما كان في هذا الوطن دولة. ويتعذّر تعداد تلك الأفضال، وما أكثرها.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *