رسائل الى أمي… الرسالة الحادية عشرة: بين الموت بكرامة والقيامة!

Views: 429

رندلى جبور

 

أمي، وأنا أزور سبع كنائس في خميس الاسرار، وأصلي لك ولنا بشفاعتك، خطرت على بالي فكرة بلسمت بعض وجعي: إنها الموت بكرامة!

أنت يا حبيبتي اخترتِ الموت باكراً ولكن بكرامة.

أردتِ أن ترحلي بصورتك الجميلة، بأناقتك، بابتسامتك… من دون أن تطلبي أي شيء على الاطلاق تماماً كما أمضيتِ عمرك… من دون أن تعيشي مع مرض طويل أو وجع طويل. من دون أن تحتاجي لأحد. من دون ان تقعي تحت وطأة العجز. من دون أن تحمّلينا همّك لأكثر من شهر. أردتِ أن ترحلي مرفوعة الرأس، قوية، غير خاضعة لقوانين الضعف البشري، حاضنة لنا من دون ان تجعلينا نشعر اننا من يجب ان نحضنك.

لم نسمعك يوماً تقولين انك “مش منيحة”.

كنتِ دائماً تريدين أن نشعر بأنك مرتاحة لئلا تشغلي بالنا. وهذه كانت صورتك حتى اللحظة الاخيرة!

أمي، يا الممتلئة كرامة، حملتِ صليبك برضى وعشتِ مطهرك بأيام معدودة على الارض لستِ بحاجة لأكثر منها لتنتقلي بسرعة الى السماء.

وها نحن مع قيامة السيد المسيح، نؤمن أنك قمتِ معه، حقاً قمتِ، وتجلسين بجواره مع الابرار والقديسين.

فيا أيتها القديسة، هنيئاً لك ملكوتك وقيامتك وحياتك الجديدة التي تعيشينها بكرامة مدوبلة، وهنيئاً لنا شفيعتنا في السماء، القائمة من بين الاموات!

بحبك ميوش

رندلى

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *