رمضان كريم

Views: 226

خليل الخوري  

 

غالباً ما ألتقي الكثيرين من اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين، وبينهم مثقّفون وأصحاب مواقع قلّما يفقهون أهميّة شهر رمضان الكريم، حتى أولئك الذين يكونون على صيام. ولمّا كنتُ قد درجتُ أن أتناول معاني أعيادنا ومناسباتنا الوطنية والدينية، وهي كلّها وطنيّة في تقديري، فقد رغبت أن أتحدّث اليوم عن شهر رمضان الكريم مقدّماً بعض التعريفات التي تُضيء على أهميّته، كما فعلتُ في مناسبات عيد الفطر السعيد والميلاد المجيد والفصح المبارك والإستقلال إلخ…

يبدأ شهر رمضان، الذي له أهميّة خاصة لدى المسلمين، بالإعلان عن بداية الشهر القمري، إمّا بثبوت رؤية الهلال في التاسع والعشرين من شعبان، فيكون اليوم التالي هو أوّل رمضان، وإمّا في حال عدم ثبوت رؤية الهلال، يكون اليوم الذي يليه (الثلاثون) مُتمّماً لشهر شعبان.

في رمضان بدأ نزول القرآن الكريم «من اللوح المحفوظ إلى السماء الدُنيا» وذلك كان في ليلة القدر من هذا الشهر، عندما جاء الملاك جبريل إلى النبي محمّد، في غار حرّاء، وقال له «إقرأ باسم ربّك الذي خلَق». وهذه كانت الآية الكريمة الأولى.

ويرتبط الشهر الفضيل لدى بعض المسلمين بالشعائر الكثيرة والعادات والتقاليد مثل صلاة التراويح والإعتكاف في العشر الأواخر ودعوة الغير إلى الإفطار وإقامة موائد الإفطار لمن استطاع إليها سبيلاً… وثمّة مظاهر ذات دلالات كالفانوس ومدفع رمضان والمسحّراتي…

من أين جاء إسم رمضان؟ ثمّة إجابات كثيرة ولكن المتّفق عليه غالباً أنّ المصدر هو كلمة «الرَمَض» أي شدّة الحرّ، لأنه بحسب إبن دُريد عندما تمّ نقل أسماء الشهور القديمة توافقاً مع الأزمنة وافق شهر رمضان أيّام الرمض والحرّ، فغلبَ عليه الإسم. وقيلَ أيضاً إنّ إسم رمضان يعود إلى رمَض الصائم (الذي يرمُض جوفه من شدّة العطش بالصيام).

أمّا «اللوح المحفوظ»، فهو مصطلح في العقيدة الإسلامية يدلّ على أداة حفظ بها الله مقادير الخلق قبل أن يخلقهم، وبالتالي هو مُستودعٌ لمشيئته الإلهية.

وحول نزول القرآن، قال الله تعالى في سورة البقرة، آية 185: «شهرُ رمضان الذي أُنزِل فيه القرآن هُدى للناس وبيّنات من الهدى والفرقان فمن شهِد منكم الشهرَ فليصمهُ ومن كان مريضاً أو على سفَر فعدّةٌ من أيّام أُخَر يُريد الله بكم اليسر ولا يُريد يكم العسر ولتكملوا العدّة ولتُكبّروا الله على ما هداكم ولعلّكم تشكرون».

أمّا فضل شهر رمضان الذي «أوّله مغفرة وأوسطه رحمة وآخره عتقٌ من النار».، فوردَت فيه آيات قرآنية كثيرة.

إنّ الكلام يطول حول هذا الشهر الفضيل المُبارَك ما يقتضي آلاف المجلّدات، إلا أنني وددتُ أن أغتنم مناسبة حلوله لأتقدّم من المسلمين واللبنانيين عموماً بأصدق التبريكات والأماني من خلال هذه الإضاءة السريعة. وكلّ عام والمسلمون واللبنانيون ووطننا لبنان بخير.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *