“لبنان ومسألة الشرق الأوسط”  لكمال الصليبي في ترجمة إلى العربية

Views: 473

صدرت عن دار نلسن في بيروت الترجمة العربية لكتاب كمال الصليبي “لبنان ومسألة الشرق الأوسط” ترجمها وقدم لها محمود شريح. جاء في التوطئة بقلم شريح:

 

فیمـا یلـي ترجمتـي لورقـة أعـدّها أسـتاذي الفاضـل كمـال الصـــــلیبي [1929-2011] ونشـــــرها لـــــه مركـــــز الدراســـــات اللبنانیـة (Center for Lebanese Studies ) فـي أكسـفورد فـي كتيّب في خمس  وعشرین صفحة مـن القطـع الوسـط فـي أیـار 1988، وهــــي الورقــــة الثامنــــة ضــــمن سلســــلة أوراق لبنانیــــة (Lebanon on Papers) الصـادرة عـن المركـز نفسـه الـذي كــان یــدیره آنــذاك الصــدیق نــدیم شــحادة، فلــه جزیــل الشــكر لإتاحة فرصة ترجمتها وإصدارها عـن دار نلسـن التـي یرعاهـا الزمیل سلیمان بختي.

تمتــــاز ورقــــة الصــــلیبي هــــذه ببســــاطة لغتهــــا وسلاســــة أسلوبها وهــــو یقتــــرب مــــن الســــتّین أســــتاذا زائــــرًا فــــي مركــــز الدراسـات اللبنانیـة فـي أكسـفورد، وفـي كلیـة سـانت أنتـوني فـي جامعة أكسفورد، إلا أنها ورقة استشرافیة سـعى فیهـا صـاحبها إلى رصـد حركـة تـاریخ لبنـان الحـدیث منـذ اعلانـه دولـة لبنـان الكبیــر فــي العــام 1920 وصــولا إلــى نكبــة فلســطین ثــم إلــى تنـامي الحـرب العراقیـة – الإیرانیـة  مـرورًا بـالحرب الأهلیـة فـي لبنان.

یؤرخ كمال الصلیبي لارتباط لبنان بالمسـألة الفلسـطینیة ارتباطًا وثیقًا على مدى أربعة عقود، منذ نكبة فلسطین وحتى نهایــة الثمانینــات مرورًا بانطلاقــة الثــورة الفلســطینیة واتســاع قاعدتها العربیة الداعمة لها، إلى صدامها مع النظـام الأردنـي ثم انخراطها في الحرب الأهلیة اللبنانیة وخروجها من بیـروت فـي أعقـاب اجتیـاح 1982. ثـم یـدرك الصـلیبي مـدى خطـورة انقسام الصف العربي إلى ولاءین إثـر نجـاح الثـورة الإسـلامیة فــي إیــران وانــدلاع الحــرب بــین العــراق وإیــران مما أدى إلى تنامي أصولیّتين، سنّیة وشیعیة، فكانت مواجهـة بـین الإسـلام الشیعي والإسلام السني. لكن الصلیبي یـرى فـي نهایـة الورقـة هنـا أن الأصـولیة الإسـلامیة فـي شـكليها الشـیعي والسـني في لبنان أقحمـــت  نفســـها فیمـــا لا تُحمـــد عقبـــاه، لكنـــه یـــرى التوصل إلى تسویة للمسألة اللبنانیة بمعزل عمّا یحدث خـارج لبنان مسألة شائكة لا یمكن التكهّن بمصیرها.

فــي العــام 1973 درســت علــى الصــلیبي تــاریخ لبنــان الحدیث في أمیركیة بیـروت فـي مؤلفـه الـذائع الصـیت(  The Modern History of Lebanon )  الصـادر فـي لنـدن فـي العام 1965، ثم رافقته على مدى أربعة عقود فكان لـي خیـر ناصـح هـو الـذي غيّـر والـى الأبـد مسـار الدراسـات التوراتیـة، في كتابه “التوراة جاءت مـن جزیـرة العـرب”، وهـو الـذي قلـب مفــــاهیم التــــاریخ وأســــالیب تدوینــــه فــــي بــــلاد الشــــام والجزیــــرة العربیة، فآمل أن تكون ترجمتي هنا لمقالته ( Lebanon and the Middle Eastern Question )   بعض وفاء له.

محمود شریح

بیروت

نیسان 2021

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *