فلنُخفَض لهم ولهُنَّ القبَّعاتُ إِجلالًا….!!

Views: 335

سليمان يوسف إِبراهيم

من أسمى أدوار المرأة في حياة الشُّعوب، أن يكون لهم من بينهم فتياتٌ وسيِّداتٌ، يسهرنَ على التّخفيف من آهاتهم والأوجاع، جراء أمراضٍ تُصيبُهم وفواجعُ أحداثٍ وحوادثٍ تلمُّ بهم، فترديهم نُزلاءَ أسرَّةٍ، يحيوون فوقها أسرى ملمَّاتهم وما يصيبُهم من صروف الزَّمان….

في الخٍضمِّّ الهائج هذا، من مُباغنات الدّهر، يجد المريضُ منَّا إلى جنبه، إحدى  مََن تسهر على راحته، مُلملمةَ وجعَه، مانعةً عنه مُضاعفاتٍ وأعراضًا، لرُبّما لها شبيهها في أجسام أهلٍ أم أفراد عيلةٍ لها: تركتهم؛ وانطلقت إلى إسعاف إخوةٍ لا يجمعها بهم سوى الشّعور الإنسانيِّ البَحت الصَّرف…

كم من الحمائم تصيدها الفاجعات في يومنا، مع كلِّ شروقٍ وعند كلّ غروب…. وهي تلملم أوجاع أشلاءِ بَشرٍ، ذنبُهم أنَّهم عاشوا أعمارهم في زمن كورونا القاتل…. وهذا الفيروس اللَّعين يقتل مَن أصابه كما ويخطف مَن حاول إِسعافَ ضحيته!!

يومكنّ العالميّ هذا، أوجدته هيئة الصّحة العالمية واعتنق إِحياءَه كونٌ بأسره…. فمَن منًّا لم يعضه نابُ ألمِ وهو في رحلته على درب عُمرٍ؟…

أيَّتها الممرّضات، أيُّها المُمرضون في يومكم العالمي هذا، ما عسانا نتوجّه به منكم ؟ هل الشّكر يردٌّ بعضَ جميلٍ؟

تضحياتكم، لا تٌقدَّر بكلمة شُكرٍ ، ولا يحدّها بروتوكول امتنانٍ، انتُم الّذين لطالما تبذلون من ذواتكم، سهرًا على صحَّة وسلامة الإِنسان من غير مِنَّةٍ، ولا تقاعُسٍ عن أداء واجبٍ: حقُّكم ألّا تُهضم أيًّا من فصول  الواجب الطَّبيعي  المُستحََق نحوكم.

كم راقٍ منّا أيها السّيدات والسّادة في يوم الممرّض والمُمرِّضة العالمي هذا ، أن نُطالبَ بتعزيز حضور أهل العيد؛ في سجلَّات الكرامة والمكرُمات، تقديرًا  وعرفانًا لهؤلاء الكبار في التّضحية وبذل الذّات لحفظ ذوات الآخرين؛ وهمُ في خِضمِّ صراعهم مع الموت اختناقًا على يد كورونا، أو الإستشفاء بسبب أيِّ طارئٍ صحيٍّ  آخر…

في صُبح يومكم هذ،ا وكلِّّ صباحات الأيَّام؛ أتمنّى للضَّمائر صحوةً، تُنصف كلًّا منكم بتضحياتكم وطول السّهر بمثل ما يليق، أيُّّها الجيش الأبيض الوقور!!

عنَّايا؛ في ١٢-٥-٢٠٢١

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *