غسان صليبي… “زهرة في حائط”

Views: 773

صدر عن دار نلسن في بيروت ديوان “زهرة في حائط” للشاعر غسان صليبي، وفيه مجموعة من القصائد والوجدانيات في الحب والحياة والأرض والوطن… تحت العناوين التالية:

عيون العشق، لم أكن لأكون، سألت الشجرة ، لا تحسد العصافير، حوار مع نسمة، السعادة، في عيدها العالمي أقبّل أياديها، إنك على الأرجح منافق، إصبعك واصبعي معاً على جرحك وجرحي، هذه الأيام والساعات التي تفرّقنا، اخترت أن أختار، ثابر على لعبتك أيها الفايسبوك، في التفسبك، من أجل الابتسامة على وجه الآخر، هذا الوجع المتنقّل، التسكّع في باريس     ، في أن تكون “متل القمر”، بدون أجنحة، أربّي رجولتي على نبضات قلبها، في المرّة القادمة التي لم تأتِ بعد، في وداع الرقم 7 واستقبال الرقم 8  بمسحة تفاؤلية، كأنه حلم يكبر مثل العمر، كصوت العصافير كصوت الموج، إمشِ، أي سر، سرّ اليمامة، الزهرة والحائط، مَن يقنع الفراشة، لو تخبرنا العصافير ، العصب الضرس والسوسة، بحثاً عن الأمل، لا وطن لي، جندرية الزمن، سرّ الشارب واللحية، عندما يضرب الألم، رقيق الحاشية، مطر الصباح   ، عاري الرأس تحت مطر غيمة سوداء، زواج، غصن، نبضات قلبك، “مش غلط”، القلم، “الخيانة الزوجية” في حديث صديقتين، القمر والمركبة الفضائية الإسرائيلية، الفجر، “الحساس” والمصران الغليظ   ، خصال الديك، في بستان قرية جنوبية، شمس الغروب، قطط تعشق بحرية في الهواء الطلق، الجنة، رقصة الواقع والخيال، مظلومية الجسد، في عيد ميلادِكَ إحتَفِل بالحب وبالصدفة، لماذا أصبح الإنسان يمشي على قدميه، هل يستحق قبلة أم صفعة ، غادرت منزلها ولم تعد، الشذوذ الجنسي، كم أشبهك أيتها النعجة، مَن يقنع الخالق بأن يحلم من جديد ، كل صباح في حضرة الرئيس شهاب، نملة أنقذتني مرتين؟، لماذا لا تطير؟، انتفاضة القمر ضد الانتفاضة، أب منتفض يحاول أن ينصح ابنه المنتفض، العصافير تلتحق بالانتفاضة، كأنها “انتفاضة حلمة نهد” ، عين تحلم وعين تنظر بعين الرضى، قذارتك رفيقتك، فرصة المشكلة ومشكلة الفرصة، لحية شباب الانتفاضة، يوم الأحد وأنا أمشي، احلام كلبِنا “وايت” واحلامنا، القلب، أنت بين ليلك ونهارك، كم تحبني؟ رماد “إثنين الرماد”، هل أنت ميت؟،ما كتبته عن أبي قبل وفاته هذا الصباح، لم أدفن أبي، في لحظة المصالحة افتقد أبي، إلى ابنتي، احتفالي الخاص بعيد ميلاد ابني  ، اعترافات سقراط، سيكارتان فقط لا غير، سرّ فنجان القهوة، بين الخوف والحب خوف وحب ، مثل كلب بافلوف، شعلتي المقدسة، شمِّني، نزهة قلم بين الألم والامل والحلم، لا وجه لي ، نصف حكاية، لا أنا ولا أنت ولا نحن، هكذا دواليك، هذا العصفور الذي يصحو قبل غيره، العنف والكلمة، الأخلاق والإحساس، أن تكسف فراشة بيضاء، ما العمل عندما ينقطع الأمل؟، حرّيتي   ، الكلمة أو الانفجار، المؤنث والمذكر عندما يتعاونان وينتجان فكراً، الصرصور، عندما يتساقط المطر كحبّات ملح، ركام، الغرق بنقطة نبيذ  ، رعد كالوعد، لن تعرف إلا إذا اقتربت ، أنت تفكر إذا أنت غير موجود، الحب يصنع العجائب عند الفئران، الحقيقة.     

نزهة…

قدّم الشاعر لديوانه بكلمة جاء فيها: 

رجاء أن تقرَأوا هذا الكتاب وكأنكم تتسكعون.

كأنكم في نزهة ولا تعرفون  بل لا تبالون إلى أين انتم ذاهبون.

فقد كتبتُ نصوص الكتاب وانا أتسكّع، جسدياً ونفسياً.

لا تسألوا لماذا اتنقل بين نتفٍ من الأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة وعلوم أخرى.

لا تسألوا لماذا أمزج بين الجدّ والمزاح.

لا تسألوا لماذا أكتب تارةً عمودياً وتارةً أفقياً وتارةً بين بين.

لا تسألوا إذا كان ما تقرأونه نثراً أو ما يشبه الشعر أم بين بين.

لا تسألوا لماذا اخترت هذا الموضوع وليس ذاك أو لماذا وضعت هذا الموضوع قبل ذاك.

كل ما أعرفه اني كنت أكتب وأنا أمرّ على مهل أمام أبواب الحياة، بعد فترة طويلة من السفر الدائم والتنقّل سريعاً بين البلدان، تنفيذاً لعمل مهني مضنٍ يسمونه أيضاً نضالاً اجتماعياً. 

أي انني كنت دائماً مشغولاً بتوضيح الخلفية ووضع الأهداف، ورسم الطريق وتحديد الصعوبات، قبل أن أمشي.

اعتَرفَ أحد الفلاسفة القدامى يوماً، بأنه قضى عمره وهو يجول في أقاصي الأرض، ولمّا ينتبه إلى جمال الندى على العشب في حديقته الصغيرة.

ها أنذا أفتح حواسي للندى، ولكل ما تعوّدت المرور إلى  جانبه بسرعة، بحجّة الانشغال بملاحقة المهام الموكلة إليّ، والتي بحسب ظني آنذاك، لم تكن تتحمّل الانتظار.

طرقت باب الحب، القمر، القلم، سقراط، الألم، الحرية، المرأة، القلب، المشي، العصافير، الكلب، النسمة، الشجرة، الجسد، النشوة، الانتفاضة، الحلم، اللحية، السيكارة، القهوة، الخوف، العنف، الكلمة، الأخلاق، الإحساس، الزمن، المؤنث والمذكر، الركام، الحقيقة، وغيرها من الأبواب التي مررت بها وأنا أتسكّع.

أحياناً طرقت الباب ودخلت وأحياناً أخرى لمست خشبة الباب ورحت أسترق النظر من النافذة على عجل، ومشيت.

لا تسألوني لماذا فعلت ما فعلت وإلى أين أردت الوصول.

عندما تتسكّع تسقط الـ”لماذا” وتغيب الـ”إلى أين”.

كُتب الكثير عن المتسكّع وكان أول من استخدم التعبير الشاعر بودلير، الذي وصفه بأنه “صاحب عقل حر، وشخصية شغوفة وغير متحيّزة “. قيل أيضاً: “المتسكّع رجل لديه الكثير من الفراغ يتجوّل في طرقات المدينة هائماً على وجهه بدون هدف”، “شخصية متناقضة إلى حدّ ما: فضولي وكسول”، “التسكّع هو تماماً عكس عدم القيام بأي شيء”، “التسكّع هو فن التذوّق للعين”، “إن الباريسي المستقل تماماً- الوحيد- هو المتسكّع”.

أرجو أن يجد القارئ في هذا الكتاب، فضولاً وشغفاً وتذوّقاً لما نراه وحرصاً على استقلالية الفكر.

الأصدقاء الذين قرأوا النصوص المنشورة في الكتاب، كمتسكّعين، أجمعوا على أنني في ما كتبت، “أحور وأدور” لأنتهي بنبش الأمل.

راجعت نصوصي كقارئ ووجدت أن أصدقائي على حق.

فكيف لا أفتّش عن الأمل وأنا أتسكّع، فيما الخراب يحيط بي من كل جانب؟

كيف لا أفتّش عن زهرة في حائط، “والزهرة وحدها هي طريقك إلى حقيقة الحائط”، كما كتبت في إحدى نصوص هذا الكتاب.

 

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *