“سقف للصمت” لهلا ورده يفتتح الجناح اللبناني في بينالي البندقية

Views: 337

 أعلن الجناح اللبناني في المعرض العالمي السابع عشر للعمارة – بينالي البندقية، للمهندسة المعمارية والقيمة هلا ورده، والتي أسست HW Architecture ونفذت متحف اللوفر في أبو ظبي، بالتعاون مع جان نوفيل، افتتاحه في “مجازيني دل سال” زاتر Maggazino del Sale 5 (Zattere) غدا في 22 أيار ويستمر الى 21 تشرين الثاني.

ونمت زيارة افتراضية مع هلا ورده عبر موقع المشروع على “الانستغرام” مباشرة، الساعة 3 بعد ظهر اليوم.

واختارت لجنة تتألف من خبراء عينتهم وزارة الثقافة واتحاد المهندسين والمعماريين اللبنانيين برئاسة جاد تابت “اقتراح هلا ورده”، في إطار أول مسابقة عامة افتتحتها الدولة اللبنانية لتمثيل لبنان.

تابت

واعتبر النقيب المعمار تابت الجناح اللبناني في المعرض “ثمرة رحلة طويلة تتسم بالتناقضات والشكوك”. وقال: “مع انتفاضة الشباب اللبناني التي طاولت أرجاء البلاد، اتخذ موضوع البينالي “How will we live together?” (“كيف سنعيش سويا”) معنى جديدا. فهذه الصورة المجازية عن السقف الذي يؤوي الجميع، من دون أن ينتهي التعبير عن تعددية الآراء في حال من الفوضى، هذه الصورة المجازية باتت وجيهة أكثر فأكثر.
وحيال المأساة التي حلت بنا وخلفت وراءها مئات الموتى والمفقودين وآلاف الجرحى وعشرات آلاف المشردين، يجدر بنا، وبكل تأكيد، أن نطالب بحقنا في الصمت والتجمع تحت “سقف يحمينا”.

ورده

وردا على إشكالية “كيف سنعيش سويا؟” التي طرحها المنسق العام للمعرض العالمي، تطرقت ورده إلى “العيش المشترك بطرح التساؤلات عن مساحات الصمت”، جامعة بين “مجال الهندسة المعمارية والرسم والموسيقى والشعر والفيديو وفن التصوير”.

وسألت: “لماذا لا نفكر في الأماكن من منظار أنها مساحات فارغة بدلا من التفكير في طريقة ملئها؟ كيف يمكننا القضاء على الخوف من الفراغ في مجال العمارة؟ كيف نستطيع أن نتخيل أشكالا ينبعث منها أماكن للصمت والتأمل؟”

تم إعداد الجناح اللبناني، بحسب المنظمين، “مثل مدونة موسيقية يتردد صداها في التخصصات والأشكال والعصور لإحداث التجربة الحسية للفكر الذي يتركز على مفاهيم الفراغ والصمت كظروف زمنية ومكانية في العمارة كمنشأة تبعث بالإلهام، بالإشارة إلى اقتباس بول فيريليو، وتكريما لهذا المفكر الشهير والمخطط العمراني”.

واعتبر مشروع هلا ورده “بمثابة بيان يظهر الهندسة المعمارية بشكل جديد، ويعتمد على أشكال غامضة تمثل 16 شجرة زيتون في لبنان عمرها الاف السنين، تلك الأشجار الأسطورية التي تبعث الحماية للجناح اللبناني وتؤوي في أجوافها حياة كائنات مختلفة، هي أماكن للتأمل أو للتجمع حيث يجتمع الفلاحون منذ أجيالٍ لاتخاذ القرارات في شؤون القرية أو للاحتفال بالأعراس”.

ويضم مبنى “ماجازينو دل سال” المشروع المعماري للجناح اللبناني والذي “صمم بتناغم هندسي مع موقع الجناح في هذا المبنى، وسينجلي المشروع على 4 مراحل:

– على الجدار الأول في مدخل المعرض، توجد مقارنة جنبا الى جنب للوحات بول فيريليو Antiformes، وهي تستكشف المساحات وللمادة الغائبة، وصور بالتصوير المساحي الضوئي لأشجار الزيتون القديمة، وصور فوتوغرافية بالأبيض والأسود لأشجار الزيتون في بشعلي في لبنان التي التقطها المصور اللبناني فؤاد الخوري.

– تحولات أو Métamorphoses، على أرض المعرض، هناك خط من الزجاج المحطم. أنها بصمات أو آثار مجزأة لأشكال مختلفة كناية عن آثار انفجار بيروت في 4 آب 2020، أو حولها نافخ الزجاج جيريمي ماكس ويل وينتريبرت Jeremy Maxwell Wintrebert فهي شكل من أشكال الفراغ الشبيهة مفهوم المضاد للشكل Antiformes أو بصمات الرسومات البيانية على نطاقٍ واسع من جوف الأشجار.

– عندما يتقدم الزائر في المعرض، سيجد عرضا ضوئيا ثلاثي الأقسام (Les Oliviers, Piliers du Temps,) لـ16 شجرة زيتون عمرها الاف السنين موجودة في لبنان. إن أشجار الزيتون هذه، التي صورها ليلا المخرج السينمائي، والمصور والفنان البصري آلان فلايشر، تقدم تجربة حسية لفكرة الفراغ والضوء، مصحوبة بمقطوعة موسيقية الغوص في الزمن Falling into time) ) من تأليف فناني الصوت مجموعة (Soundwalk Collective).

– مرورا بهذه الصور، يصل الزائر إلى الغرفة المركزية، وهي مساحة ذات 8 أضلاع ظاهريا، لكن داخليا على شكل اسطوانة بحيث تظهر 16 لوحة تجريدية بعنوان Olivéa : Hommage à la déesse de l’olivier) رسمتها إيتيل عدنان. توحي الفنانة في هذه اللوحات التجريدية بعراقة شجرة الزيتون التي كانت جزءا مهما من حضارات البحر الأبيض المتوسط. وتجسد هذه المساحة التي توجت بسقف شبه كروي محاط بضوء، هذا المكان “الجوهري”، أو “سقف للصمت”.

هلا ورده

ولدت هلا ورده في لبنان في العام 1965، وتخرجت من المدرسة الخاصة للهندسة في باريس (ESA) حيث درست مع بول فيريلو ثم برنارد تشومي وجان نوفيل الذي تعاونت معه لأكثر من 20 عاما. وأسست هلا ورده مكتبها HW Architecture في العام 2008. كما نفذت مشروع “تغيير جديد” (One New Change) وهو بماثبة مجموعة من المكاتب والمتاجر في لندن، إضافة إلى متحف اللوفر أبو ظبي الذي تولت مسؤولية تنفيذه منذ التصورات المبدئية في العام 2006 حتى التسليم النهائي في العام 2017. وفازت هلا ورده في العام 2016 بمسابقة تهدف إلى منح العاصمة بيروت متحفا جديدا للفن الحديث والمعاصر (BeMA) أي متحف بيروت الفني. واختيرت هلا ورده في العام 2018 لتصميم برج ميرابو وهو بناء رائد سيشكل جزءا من الواجهة البحرية الجديدة في مدينة مرسيليا.
وفي الوقت نفسه، تتعاون هلا ورده باستمرار مع فنانين متعددين مثل جوزيبي بينوني ونان غودلن وإيتيل عدنان، بمثابة تدخلات محددة ترتبط بمجال الهندسة المعمارية.

الأعمال الفنية المعروضة

المضاد للشكل، بول فيريليو، لوحات زيتية، 1961.
إجلال للإلهة أوليفيا، إيتيل عدنان، لوحات زيتية، 2019.
أشجار زيتون بشعلة، فؤاد الخوري، صور فوتوغرافية، 2020.
تحولات، هلا ورده وجيريمي ماكسويل وينتربرت، 2021,
أشجار الزيتون، أركان الزمن، آلان فلايشر، فيلم 8 ملم، 2020.
السقوط في الزمن، Collective Soundwalk، مقطوعة موسيقية، 2020.
مجازيني دل سال، المهندس المعماري ألفيس بيغازي، القرن الخامس عشر.

Comments: 0

Your email address will not be published. Required fields are marked with *